يبلغ عمر دونالد ترامب الآن 77 عامًا، وسيبلغ 78 عامًا في الانتخابات الأميركية المقبلة، بينما يبلغ جو بايدن من العمر 81 عامًا، وسيكون عمره 86 عامًا في نهاية فترة ولايته، إذا فاز.لكن رغم كبر سنّهما، فهما لا يفكران في التقاعد والراحة والاعتزال، بل يقترح كلاهما نفسيهما كمرشحين لمهام ثانية للقيام بواحدة من أكثر الوظائف قسوة على هذا الكوكب، وفق صحيفة "ذي إيكونوميست".أظهر تحليل أجراه مركز بيو للأبحاث العام الماضي، وهو مركز فكري في واشنطن العاصمة، أنه من بين 187 دولة تتوافر عنها بيانات، 8 منها فقط كان لديها قادة أكبر سنًا من بايدن (وأكبرهم هو بول بيا من الكاميرون، الذي يبلغ من العمر 90 عامًا). وعام 2021، نشر جاي أولشانسكي عالم الشيخوخة في جامعة إلينوي، متوسط العمر المتوقع للذكور المعاصرين لرؤساء أميركا، استنادًا إلى بيانات من ذلك الوقت، بنحو 73.3 سنة.وبلغ متوسط العمر الفعليّ لهؤلاء الرؤساء الذين ماتوا لأسباب طبيعية 73.0، ويشير هذا إما إلى أنّ الوظيفة الرئاسية لا تُحدث أيّ ضرر.أمراض مزمنةومع ذلك، فإنّ الموت ليس الخطر المحدق الوحيد لكبار السنّ هؤلاء، لكنّ الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية مُنهكة، قد تجبر على الاستقالة أو تتطلب الاحتجاج بالتعديل الخامس والعشرين للدستور الأميركي، الذي يتعامل مع العجز الرئاسيّ موجودة بشكل عام، يتضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو الأزمة القلبية مع مرور كل عقد، وهذا مصدر قلق، وفق التقرير.وبعيدًا عن الصحة البدنية لكل مرشح، تكمن أسئلة تتعلق بسلامته العقلية. وبغضّ النظر عن السكتات الدماغية، فإنّ مرور السنوات يجلب تهديدَين للدماغ: أنواع معينة من الخرف مثل مرض الزهايمر.ويتيح التصوير الطبي فحص أدمغة الأشخاص الذين لا يعانون أعراض الخرف، بحثًا عن كتل البروتينات المشوهة التي تعدّ إحدى خصائص مرض الزهايمر، فأظهرت دراسة أُجريت عام 2019، أجراها جوناثان شوت، طبيب الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، وزملاؤه، أنّ مثل هذه اللويحات لا تزال تسبب ضررًا، حتى في أولئك الذين لم يتم تشخيصهم رسميًا لمرض الزهايمر.بغضّ النظر عن سببه، فإنّ التدهور المعرفيّ هو العرض المرتبط بالعمر الأكثر مناقشة على نطاق واسع حول المرشحين، خصوصًا في سياق "لحظات التقدم" الواضحة بالعمر، التي يظهرها كلا الرجلين. في عام 2021، على سبيل المثال، بدا أنّ بايدن نسي اسم لويد أوستن، وزير دفاعه. لقد خلط ترامب بين شي جين بينغ، الرئيس الصيني، وكيم جونغ أون، الذي يقود كوريا الشمالية.عائلات طويلة العمركما أشار التقرير إلى أنه قبل 4 سنوات، خلال المنافسة السابقة بين بايدن وترامب، قام الدكتور أولشانسكي و5 من زملائه، بتحليل البيانات ذات الصلة التي يمكنهم جمعها في ما يتعلق بالرجلين.وتبين أنهما ينحدران من عائلات طويلة العمر، ولكل منهما أحد الوالدين الثمانيني، وهذا مؤشر جيد لطول العمر. لكنّ شقيقَي ترامب توفّيا عن عمر يناهز 42 و71 عامًا، وأصيب والده بمرض الزهايمر، وكلاهما يُحسب ضدّه في الحساب، كما هو الحال بالنسبة لوزنه وقلة ممارسة الرياضة مقارنة مع بايدن.لذا ذكر الدكتور أولشانسكي في مقال نشرته صحيفة "ذا هيل" التي تتخذ من واشنطن مقرًا لها، أنّ "اليوم فرصة بايدن في البقاء على قيد الحياة خلال فترة ولاية ثانية في منصبه تقترب من 75٪ (نحو 10٪ أفضل من البقاء على قيد الحياة لرجل متوسط عمره).(ترجمات)