باستثناء بعض التحولات التي قد تأتي بشكل غير متوقع ضمن مسار الأحداث، ستكون الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بمثابة مباراة عودة بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب.وعلى الرغم من أن معظم الأميركيين سيكونون سعداء أكثر إذا لم يترشح أي من الاثنين، فإن هذا ليس الخيار مطروح في نوفمبر.لقد تم بالفعل وضع إطار للانتخابات على اعتبارها حدثاً فاصلاً من شأنه أن يخلف تأثيرات بعيدة المدى على الديمقراطية الأميركية ونهجها في التعامل مع بقية العالم.اختلافات بسيطة بين الزعيمينويرى تقرير لمجلة "فورين بوليسي" أن كيفية تعامل ترامب مع الأزمات الدولية لن تختلف كثيرا عن توجهات الرئيس بايدن. وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن العديد من الناس يخشون الآن أن يكون لولاية ترامب الثانية تأثيرات هائلة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، إلا أنه يبدو أن الاختلافات ستكون أقل أهمية مما قد يتصوره البعض.وقال: "سوف يكون ترامب غريب الأطوار، ومتقلبا، وفظا، وموجها خصوصا تجاه حلفاء أميركا في حلف شمال الأطلسي تماما كما كان خلال فترة ولايته الأولى. لكن من نواحٍ أخرى، قد لا تختلف ولاية ترامب الثانية كثيرًا عما قد يفعله بايدن إذا فاز بـ4 سنوات أخرى في المنصب".أوكرانياولفت التقرير إلى أن إدارة بايدن كانت ملتزمة بالكامل تجاه أوكرانيا منذ بدء الحرب، على الرغم من معارضة بعض أعضاء الحزب الجمهوري والتشاؤم المتزايد بشأن قدرة كييف على الفوز في الحرب أو استعادة أراضيها المفقودة. ويشعر الأوكرانيون ومؤيدوهم الغربيون بالقلق من أن ترامب سوف يوقف الدعم الأميركي ويترك أوكرانيا معتمدة على أي مساعدة يمكن أن تحصل عليها من أوروبا وتحت رحمة الجيش الروسي.وقال: "ستحاول الإدارتان التفاوض على إنهاء الحرب بعد يناير 2025، ومن المرجح أن يكون الاتفاق الناتج أقرب بكثير إلى أهداف الحرب المعلنة لروسيا من أهداف كييف".الصينخلال ولايته الأولى، ابتعد ترامب بشكل حاسم عن السياسات الأميركية السابقة المتعلقة بالتعامل الاقتصادي مع الصين وأطلق حربًا تجارية سيئة التصميم أضرت بالاقتصاد الأميركي ولم يكن لها تأثير يذكر على العجز التجاري الثنائي الذي كان من المفترض تصحيحه، بحسب المجلة الأميركية. وتابعت المجلة: "عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الصين، فإن كل من بايدن وترامب سيستعينان بنفس الكتاب لتطبيق المنهج نفسه".الشرق الأوسطوقال التقرير: "بالنظر إلى سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قد يعتقد البعض أن كلا من بايدن وترامب سيكونان حريصين على تغيير المسار في عام 2025. للأسف، لا يوجد سبب لتوقع أن يتصرف أي من الرئيسين بشكل مختلف في المستقبل عما كان عليه في الماضي".وأضاف: "الأمر الأكثر إثارة للدهشة في الواقع هو مدى التشابه الذي تصرف به هذان الرئيسان المختلفان للغاية عند التعامل مع هذه المنطقة المضطربة".وتابع: "عندما أصبح رئيسًا، تخلى ترامب عن الاتفاق النووي الذي وضع حدًا لبرنامج إيران النووي، ونقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل إلى القدس، وأغلق المكتب القنصلي الأميركي للقضايا الفلسطينية في واشنطن. كما قام بتعيين محام مؤيد بشدة للمستوطنين سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل. لقد استهزأت خطته للسلام بالهدف الأميركي طويل الأمد المتمثل في حل الدولتين".(ترجمات)