لم تمرّ سنوات قليلة على شفاء زوجة الرئيس السوريّ بشار الأسد، أسماء الأسد من سرطان الثدي، حتى عاودها المرض بنوع أصعب، وهو سرطان الدم.واليوم الثلاثاء، أعلنت الرئاسة السورية أنه بعد ظهور بعض الأعراض والعلامات السريرية المرضية، مرفقة بسلسلة من الفحوصات والاختبارات الطبية، تمّ تشخيص إصابة السيدة الأولى أسماء الأسد، بمرض الابيضاض النقويّ الحاد (لوكيميا). علمًا أنه في عام 2018، أعلنت الرئاسة السورية عن بدء أسماء الأسد الخضوع للعلاج، بعد تشخيص إصابتها بورم خبيث في الثدي، تم تشخيصه في مراحله المبكّرة، لتعلن شفاءها بعد عام من التشخيص. وقالت في مقابلة تلفزيونية، "رحلتي انتهت (...) الحمد الله خلصت، انتصرت على السرطان بالكامل".لدى أسماء الأسد 3 أولاد، صبيان وبنت. والدها طبيب القلب المشهور جدًا في بريطانيا فواز الأخرس، وأمها الدبلوماسية السورية السابقة سحر عطري. يعود أصل عائلتها إلى حمص (وسط) وتحمل إجازة جامعية من "كينغز كولدج" في لندن. ما هو مرض أسماء الأسد؟مرض الابيضاض النقويّ الحاد (لوكيميا) هو نوع السرطان الذي أصيبت به الأسد هذه المرة.واللوكيميا هي سرطانات تبدأ في الخلايا التي تتطور عادة إلى أنواع مختلفة من خلايا الدم، وفق جمعية السرطان الأميركية. وهناك أنواع عدة من سرطان الدم (لوكيميا) والتي يتم تقسيمها بناءً على ما إذا كان سرطان الدم حادًا (سريع النمو) أو مزمنًا (بطيء النمو)، وما إذا كان يبدأ في الخلايا النقوية أو الخلايا اللمفاوية.أما مرض الابيضاض النقويّ الحاد (AML) فيبدأ في نخاع العظم (الجزء الداخليّ الناعم من عظام معينة، حيث يتم تصنيع خلايا دم جديدة)، ولكنه في أغلب الأحيان ينتقل بسرعة إلى الدم أيضًا. يمكن أن ينتشر في بعض الأحيان إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الغدد الليمفاوية والكبد والطحال، والجهاز العصبيّ المركزي (الدماغ والحبل الشوكي) والخصيتين.وتشمل أعراض سرطان الدم وفق "clevelandclinic":الدوران.سهولة الإصابة بالكدمات أو النزيف، بما في ذلك نزيف الأنف المتكرر ونزيف اللثة.التعب.الشعور بالبرد.حمّى.تعرّق ليلي.الالتهابات المتكررة أو الالتهابات التي لا تختفي.الصداع.فقدان الشهية وفقدان الوزن غير المبرّر.جلد شاحب.ضيق في التنفس.تورّم العقد الليمفاوية.آلام العظام أو الظهر أو البطن.بقع حمراء صغيرة على جلدك (نمشات).ما سبب عودة السرطان مرة ثانية لأسماء الأسد؟الخوف من عودة السرطان أحد أهم المخاوف الصحية. ولكن ما سبّب الإصابة بالسرطان للمرة الثانية؟في السياق، كشف الاختصاصيّ في الخلايا الجذعية والطب التجددي، الدكتور شربل خليل لمنصة "المشهد"، أنّ مرض السرطان يعاود الشخص، ومن بينهم أسماء الأسد، لأسباب مختلفة أبرزها أنّ:العلاج الكيميائيّ الأوليّ لم يُصِب بعض الأجزاء الصغيرة للمرض بشكل كامل فيعود.السبب الثاني يتعلق بالجينات.ولفت إلى أنه "عندما يعود السرطان في المرة الثانية، عادة ما يكون أخطر على صحة المريض، لأنّه في المرة الأولى يكون قد استنزف الشخص العلاجات المخصصة، بالتالي يجب البحث عن علاج جديد وفاعل للمريض".معدلات البقاء على قيد الحياةووفق موقع "ميديكال نيوز توداي"، تختلف معدلات البقاء على قيد الحياة في مكافحة سرطان الدم هذا، بشكل كبير، بناءً على عمر الشخص الذي يتلقى التشخيص. بشكل عام، يعيش الأفراد الأصغر سنًا لفترة أطول بعد التشخيص مقارنة بكبار السن.وفقًا لبيانات الفترة من 2004 إلى 2016، كانت النسب المئوية للأشخاص في المملكة المتحدة الذين بقوا على قيد الحياة، لمدة 5 سنوات أو أكثر، بعد تشخيص سرطان الدم النخاعيّ المزمن على النحو التالي:أقل من 40 سنة: أكثر من 50%العمر 40-49: 45%العمر 50-59: 25%العمر 60-69: 15%العمر 70-79: 5%سن 80 وما فوق: 2%وتختلف هذه الأرقام بناءً على الموقع وإمكانية الوصول إلى العلاج وعوامل أخرى.هل يعود مرض السرطان نفسه؟هنا، لفت خليل إلى أنّ الإصابة بنوع السرطان نفسه أكثر من مرة، أمر ممكن، وفي المرة الثاني يكون أيضًا أصعب وأخطر وترتفع نسبة تهديد الحياة. وشرح أنّ الخطورة تأتي لأنّ جسم المريض اعتاد على العلاج، ويأتي السرطان بطريقة عنيفة أكثر، خصوصًا أنّ الجسم يكون قد صار مقاومًا للعلاج.العلاج بالخلايا الجذعية وعن طرق العلاج، ذُكر أنه "في أمراض الدم الـ80، من الضروري اللجوء لزرع الخلايا الجذعية، لأنه في هذه الطريقة، يتم تغيير نقي العظم لكي يفبرك خلايا جديدة، وتغيير كل الجهاز المناعي".وحتى مع هذا العلاج هناك خطر من معاودة، وفق خليل.وهل يمكن الوقاية من معاودة السرطان؟ يجيب خليل، أنه "في الحالات التي تتعلق بالجينات لا، لكن دائمًا ما ندعو المرضى لاتّباع نمط حياة صحي، الحصول على فيتامينات والمتابعة الصحية الدورية، بالإضافة إلى تجنب الالتهابات لأنها تساعد في عودة المرض".ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ عودة السرطان مرة ثانية ليست حتمية، لكنها محتملة، فذلك يتوقف على نوع السرطان وعوامل أخرى كما ذكرنا أعلاه.(ترجمات)