قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في مقابلة مع صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية إن فكرة الدولتين ماتت، وإن الحرب في الشمال لا مفر منها، ويجب استبدال نتانياهو الآن من دون انتخابات.وبرأي ليبرمان، وفقاً لما قاله للصحيفة، في المستقبل يجب أن تسيطر مصر على غزة، ويجب على الأردن أن يتولى مسؤولية المنطقة (A) من الضفة الغربية وجزء صغير من المنطقة (B).حل الدولتينوقال ليبرمان: "نحن نفهم أن فكرة حل الدولتين قد ماتت..من غير المنطقي القيام بالشيء نفسه لسنوات عديدة وتوقع نتائج مختلفة".وتحدث ليبرمان، الذي ينتمي حزبه إلى المعارضة، في الوقت الذي تتعرض فيه إسرائيل لضغوط دبلوماسية مكثفة لقبول حل الدولتين، بمجرد انتهاء الحرب بين إسرائيل و"حماس".تصدّر السياسي المخضرم عناوين الأخبار في عام 2004، من خلال تأييده لحل الدولتين، بناءً على خريطة إقليمية تركز على الاحتفاظ بأقصى قدر من المواطنين اليهود والحد الأدنى من المواطنين العرب الإسرائيليين من خلال إعادة رسم الخطوط الحدودية.والآن، بعد مرور 18 عاماً، وفي أعقاب هجوم "حماس" في 7 أكتوبر، أدرك أن هذه الرؤية كانت خطأً.رؤية جديدة للسلام الإسرائيلي الفلسطينيوحسب ليبرلمان فهو ليس الوحيد الذي غيّر موقفه بشأن الصراع، مشيراً إلى أن ذلك يشمل وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر.وفي مقابلة أجريت في ديسمبر 2023 مع موقع بوليتيكو الأميركي في الأيام الأخيرة قبل وفاته، قال كيسنجر إن حل الدولتين لم يعد قابلاً للتطبيق وأنه يجب على الأردن أن يستأنف سيطرته على الضفة الغربية، التي سيطر عليها منذ عام 1948-1967.وقال كيسنجر لصحيفة بوليتيكو: "أعتقد أنه يجب وضع الضفة الغربية تحت السيطرة الأردنية بدلاً من السعي إلى حل الدولتين، الأمر الذي يجعل إحدى المنطقتين عازمة على الإطاحة بإسرائيل:.وقال ليبرمان إنه يريد الآن العودة إلى فكرة "الاتحاد الكونفدرالي بين الأردن والفلسطينيين". وأشار إلى أن المنطقة (ج) في الضفة الغربية مقسمة إلى 3 أقسام. وتقع المنطقتان (أ) و(ب) تحت رعاية السلطة الفلسطينية، والمنطقة (ج)، حيث تقع جميع المستوطنات، تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي.وبموجب خطة ليبرمان، فإن "كل المنطقة أ وجزء صغير من ب" ستكون تحت السيطرة الأردنية من خلال اتحاد كونفدرالي، في حين ستطبق إسرائيل السيادة على بقية المنطقة ب وكل المنطقة ج.وقال ليبرمان: "أبو مازن وجماعته فقدوا السيطرة حتى في رام الله. لقد حان الوقت لنقول للفلسطينيين أن الفكرة انتهت. لقد ضيعتم فرصتكم".السيطرة الأمنية على غزّةكان ليبرمان دائماً من بين الأصوات التي تدعو الجيش الإسرائيلي إلى إعادة السيطرة الأمنية على غزّة. عندما أصبح وزيرا للدفاع في عام 2016، قدم لنتانياهو وثيقة تحذر من هجوم محتمل على غرار هجوم 7 أكتوبر. ثم استقال من منصبه في عام 2018 احتجاجاً على الهدنة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل و"حماس" بعد وابل مكثف من الصواريخ التي أطلقتها الحركة ضد إسرائيل.وهو الآن يعتقد أن على إسرائيل أن تقطع كل علاقاتها مع غزة، وهي المنطقة التي يعتقد أنه ينبغي إعادتها إلى الحكم المصري، "في نهاية المطاف، يجب على المصريين السيطرة على قطاع غزة بموجب تفويض من الأمم المتحدة والجامعة العربية".ويعارض ليبرمان بشكل خاص أي خطط للسلطة الفلسطينية لاستعادة السيطرة على القطاع بعد الحرب. ورأى ليبرمان أنه ينبغي على المجتمع الدولي الاستثمار في بناء مدينة جديدة للفلسطينيين في سيناء. مضيفاً "لا أفهم لماذا نستخدم ميناء أشدود لنقل بضائع واحتياجات [غزة] بينما يوجد ميناء العريش في مصر. كل ما يحتاجون إليه، يجب إحضاره عبر العريش".نتانياهو وهمّ الانتخابات وليبرمان معارض شديد لنتانياهو، ولديه اعتراضات على كيفية دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة من الناحية التكتيكية.وقال إنه كان من الخطأ منذ البداية الانخراط في حملة عسكرية أحادية الجانب بدلاً من حملة متعددة الأطراف. وادعى أنه كان ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يتعامل مع شمال غزة ويسيطر على المنطقة العازلة على الحدود المصرية والتي تسمى ممر فيلادلفيا في نفس الوقت، بدلا من الانتظار حتى الجزء الأخير من الحملة.وانضم إلى الحكومة في الدعوة إلى حل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، التي تخدم 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني.واتّهمت إسرائيل 12 من موظفي الوكالة بالمشاركة في هجمات 7 أكتوبر.وقال ليبرمان: "مشكلة نتانياهو هي أن هناك قضية واحدة فقط، الانتخابات وكيفية البقاء سياسيا".لكن ليبرمان يعارض الذهاب إلى الانتخابات في الوقت الحالي. ويضيف أن الانتخابات تؤدي إلى التوترات والاقتتال الداخلي، وأن زمن الحرب هو الوقت الخطأ لذلك. (ترجمات)