العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. تاريخ طويل من الصعود إلى الهبوط

تاريخ طويل ومتقلب للعلاقات الإيرانية الإسرائيلية(أ ف ب)
تاريخ طويل ومتقلب للعلاقات الإيرانية الإسرائيلية(أ ف ب)
verticalLine
fontSize

قد لا يعرف البعض أن إيران كانت من بين أولى الدول التي اعترفت بدولة إسرائيل فالعداوة القائمة بين البلدين حاليا سبقتها علاقات صداقة مبنية على المصالح والمنافع المتبادلة القائم على قراءة موازين القوي بالمنطقة. من الصداقة إلى العداوة، هكذا تبدلت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية التي بلغت اليوم مرحلة العداء التام. إليكم ما يجب أن تعرفوه عن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، وكيف وصلت إلى مرحلة العداء الذي قد يتحول إلى حرب اليوم؟

تاريخ العلاقات الإيرانية الإسرائيلية

على مدار سنوات، غالبا ما كانت إيران وإسرائيل توصفان بأنهما عدوتان لدودتان. لكن العلاقات بين إيران وإسرائيل لم تكن دائمًا بهذا القدر من التوتر فقد مرت بفترات من الصعود والهبوط.

ففي عهد سلالة بهلوي، التي حكمت إيران من عام 1925 حتى أطاحت بها الثورة الإسلامية في عام 1979، لم تكن العلاقات بين إيران وإسرائيل عدائية على الإطلاق. بل كانت إيران في الواقع ثاني دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بإسرائيل بعد تأسيسها في عام 1948.

كانت إيران واحدة من الأعضاء الـ11 في اللجنة الخاصة للأمم المتحدة التي تشكلت في عام 1947 لوضع حل لفلسطين بعد انتهاء السيطرة البريطانية على المنطقة، وكانت واحدة من 3 دول صوتت ضد خطة تقسيم الأمم المتحدة لفلسطين.

ولكن بعد عامين من تمكن إسرائيل من الاستيلاء على المزيد من الأراضي التي وافقت عليها الأمم المتحدة في أعقاب اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948، أصبحت إيران التي كانت آنذاك تحت حكم الملك البهلوي الثاني أو الشاه ثاني دولة ذات أغلبية مسلمة بعد تركيا تعترف رسميا بإسرائيل.

في المقابل، سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون إلى إقامة علاقات مع الدول غير العربية على "أطراف" الشرق الأوسط، فيما أصبح يعرف فيما بعد بمبدأ المحيط. وشمل ذلك أيضا إثيوبيا، لكن إيران وتركيا كانتا من أكثر الدول التي رأى أنها تحقق لدولته التوازن في المنطقة.

في عام 1951 كان المنعرج الأول في علاقات إيران بإسرائيل فقد تغيرت الأمور بعد أن أصبح محمد مصدق رئيسا لوزراء إيران إذ قاد تأميم صناعة النفط التي كانت تحتكرها بريطانيا وقطع مصدق العلاقات مع إسرائيل، معتبرا أنها تخدم المصالح الغربية في المنطقة.

لكن الأمور سرعان ما عادت لتتغير مع الإطاحة بحكومة مصدق في عام 1953، وتنصيب الشاه الذي أصبح حليفًا قويًا للغرب في المنطقة.

فتحت إسرائيل في تلك الفترة سفارة في طهران، ووقع تبادل السفراء في السبعينيات، وتطورت العلاقات التجارية، وأصبحت إيران مزودًا رئيسيًا للنفط لإسرائيل، بعد أن أنشأت الدولتان خط أنابيب يهدف إلى إرسال النفط الإيراني إلى إسرائيل ثم إلى أوروبا كما كان للبلدين تعاون عسكري سري.

المنعرج

في عام 1979، أطاحت الثورة بالشاه، وولدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة روح الله الخميني، الذي قامت سياسته على "الوقوف في وجه القوى العالمية. 

ومنذ ذلك الحين قطعت طهران كل العلاقات مع إسرائيل وتحولت السفارة الإسرائيلية في طهران إلى سفارة فلسطينية.

وفي السياق، أسست إيران ما يعرف بـ"محور المقاومة" المتكون من الجماعات السياسية والمسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، والتي تدعم القضية الفلسطينية وتنظر إلى إسرائيل كعدو رئيسي.

في المقابل، دعمت إسرائيل مجموعة متنوعة من الجماعات التي تعارض بشدة المؤسسة الإيرانية. وتقول طهران إن هذه الجماعات شملت عددًا من الجماعات التي تصفها بأنها منظمات "إرهابية". ومن بينها منظمة "مجاهدي خلق"، والمنظمات السنية في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران، والجماعات المسلحة الكردية المتمركزة في كردستان العراق.

لم تقتصر التوترات بين إيران وإسرائيل على الأيديولوجيات أو الجماعات بالوكالة. إذ دخل البلدان في حرب ظل تمثلت في الوقوف وراء سلسلة طويلة من الهجمات على مصالح كل منهما داخل وخارج أراضيهما، وهو ما ينفيانه علنًا.

وكان البرنامج النووي الإيراني محوراً لبعض أكبر الهجمات الإسرائيلية، ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان وراء كل الهجمات التخريبية لهذا البرنامج.

من ناحية أخرى، تتهم إسرائيل وحلفاؤها الغربيون إيران بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات على المصالح الإسرائيلية، بما في ذلك العديد من الضربات بطائرات دون طيار على ناقلات النفط المملوكة لإسرائيل. 

(المشهد)

تعليقات
سجّل دخولك وشاركنا رأيك في الأخبار والمقالات عبر قسم التعليقات.