يذكر التاريخ أنّ الرئيس الأميركيّ الأسبق بيل كلينتون، اشتبك خلال أول اجتماع له مع رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو عام 1996، وسأل موظفيه: من يظن نفسه؟ من القوة العظمى هنا؟. ويبدو أنّ الزمن تغيّر، ولكنّ نتانياهو لا يزال نفسه في معاملته للولايات المتحدة الأميركية.وبين "لم نكن نعرف، ولم يطلعونا، ولم نشارك"، القلق يقبع الموقف الأميركيّ مما يجري في الشرق الأوسط، وخصوصًا في لبنان، فيما يرسو الأوروبيون على التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية إذا طالت قواتهم العاملة في إطار الأمم المتحدة. وبين هذا وذاك، يترقب العالم "الرد الإسرائيليّ الزاجر على إيران" كما وعد مسؤولو تل أبيب. ولا يزال المكوك السياسيّ والدبلوماسيّ الإيرانيّ يعمل على أكثر من خط واتجاه لتفادي قساوة الضربة الإسرائيلية."نموذج دولة" وفي هذا الصدد، قال المبعوث الأميركيّ الأسبق لعملية السلام بالشرق الأوسط دينيس روس، لبرنامج إستراتيجيا على قناة ومنصة "المشهد": "أعتقد أنّ الولايات المتحدة الأميركية تريد أن ترى نموذج دولة في لبنان، تستطيع البلاد من خلاله أن تسترد قيادتها وسيطرتها على الدولة بعد ما حصل بسبب حزب الله".وأضاف روس "أعتقد أنّ إسرائيل تريد أن توقف هذه الحرب، إذا رأت أنّ لبنان قادر على القيام بدولة مستقلة غير خاضعة لحزب الله مرة أخرى، بالتالي الرئيس الأميركيّ القادم سيقوم بإيقاف التوغلات الإسرائيلية في لبنان، وأعتقد أنّ هذه الخطوة ستكون من أهم الخطوات ولكن بشرط ألّا يكون هناك وجود لحزب الله في المشهد السياسيّ اللبنانيّ المستقبلي".هكذا تنتهي الحربوتابع روس قائلًا: "لبنان لم يلتزم بالقرار 1701، فلم يكن يتوجب على حزب الله جلب الأسلحة من سوريا ولكنه قام بذلك، ولم يكن يسمح له بتجاوز نهر الليطاني ولكنه تجاوزه، بالتالي أعتقد أنّ الولايات المتحدة عندما ترى أنّ لبنان يقوم بتطبيق سيادة الدولة على الأراضي اللبنانية، ستفرض من جانبها إيقاف الحرب، ونحن لا نُنكر أنّ إسرائيل لم تطبق هذا القرار أيضًا، وإن رأت أميركا لبنان "دولة ذات سيادة" ولا يتم التحكم بها من قبل حزب الله كلاعب غير حكوميّ، وكجهة فاعلة غير دولية، تنتهي الحرب".وعن اعتبار واشنطن الحرب الدائرة في لبنان فرصة لإضعاف " حزب الله"، قال روس: "حزب الله" جهة غير دولية ولكن فاعلة تشارك في الحروب التي تؤثر على قيام سيادة لبنان، والتي تخدم أجندة إيران وليس لبنان، بالتالي نعم، الولايات المتحدة تريد إضعاف هذه الجهة.جزء من التحدي حاليًا، هو أنّ "حزب الله" وضع نفسه في مناطق مأهولة، وهذا ما حدث عندما استهدفت إسرائيل حسن نصر الله والقيادات الذين كانوا في مناطق مأهولة في بيروت والجنوب، وأعتقد أنّ الرئيس بايدن عندما تحدث مع نتانياهو أكد محاولة تقليل الخسائر البشرية وتفادي ضرب البنية التحتية في لبنان، ونعم نحن نرى بأنّ حزب الله تم إضعافه، وأنّ هناك فرصة للبنان ليؤكد على سيادته، وكلما وجدنا أدلة واضحة على ذلك، يمكننا أن نصل إلى حلول لإيقاف الحرب. وأكد روس أنّ الإدارة الأميركية تخطط للعمل لليوم التالي بعد الحرب في غزة ولبنان، فهي تريد أن ترى:في لبنان، رئيسًا لبنانيًا يتم انتخابه ويقوم بنشر الجيش اللبنانيّ على الأراضي اللبنانية.في غزة، هناك رغبة أميركية أن يكون في القطاع إدارة جديدة للوضع الإنساني، بالإضافة إلى التحول نحو مستقبل تغيب فيه قبضة "حماس" عن غزة.وعن الأهداف التي قد تستهدفها إسرائيل في إيران، قال روس: "ليس لديّ أيّ معلومات عن الاتفاق الذي حصل بين إسرائيل وأميركا في هذا الشأن، ولكننا نعلم بأنّ أميركا لا تريد من إسرائيل أن تستهدف مواقع النفط والطاقة والطاقة النووية الإيرانية".(المشهد)