تصاعد النشاط الزلزالي في إثيوبيا خلال الأيام الماضية بشكل كبير، هذا البلد الذي كان يشهد في المتوسط من 3 إلى 6 زلازل سنويًا ليُسجل 130 زلزالًا خلال 14 يومًا فقط، وسط مخاوف من اندلاع ثورات بركانية نتيجة الهزات المتكررة. وتسبب النشاط الزلزاليّ الأخير في إثيوبيا في إجلاء نحو 80 ألف شخص بعد سلسلة من الهزات التي ضربت مناطق عفار وروميا وأمهرة يومي الجمعة والسبت بينهم زلزال بقوة 5.8 درجات. إلا أنّ النشاط الزلزالي الأخير في إثيوبيا والذي يتركز في منطقة الأخدود الإفريقي العظيم ليس وليد اللحظة بل هو نشط منذ أكثر من 25 مليون سنة، وهو نتاج البراكين التي تنشط بين الحين والآخر على فترات زمنية مُتباعدة تتراوح بين عشرات وآلاف السنين. وتيرة متصاعدةوبحسب خبراء، فإن الأنشطة الزلزالية الأخيرة وقعت على بعد 560 كيلومترًا من موقع سد النهضة بينما وقع زلزال آخر في مايو عام 2023 على بعد 100 كيلومتر من السد. وعلى الرغم من أنه كان منخفض القوة حيث سجل 4.4 درجات، إلا أنه لا يلغي احتمالات حدوث زلازل أقوى في السنوات القادمة ما قد يؤثر على السد. ويطرح المراقبون تساؤلات حول علاقة ملء السد بالزلازل التي حدثت في إثيوبيا مؤخرا: بعد الملء الأول الذي حدث في عام 2020 تم تخزين 4.9 مليارات متر مكعب من المياه شهدت البلاد حدوث 3 زلازل فقط.وفي الملء الثاني عام 2021 ومع زيادة حجم المياه المخزنة وقعت 8 زلازل.وخلال العام عام 2022 تم الملء الثالث وشهدت البلاد 12 زلزالا.وفي العام 2023 مع الملء الرابع شهدت البلاد 38 زلزالا.ووصولا إلى العام 2024 حيث بلغت كمية المياه المخزنة 60 مليار متر مكعب وارتفع عدد الزلازل إلى 90 زلزالا.وخلال 4 أيام من عام 2025 وصل إجمالي عدد الزلازل إلى 32 زلزالا.التطورات الأخيرة طرحت تساؤلات جدية بين علاقة سد النهضة والزلازل التي تضرب البلاد وحول إمكانية تسبب هذه الزلازل في انهيار السد.ما علاقة سد النهضة بالزلازل؟وفي التفاصيل، قال أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، إنّ النشاط الزلزالي في إثيوبيا هو طبيعي، حيث تعدّ إثيوبيا الدولة الأولى في النشاط الزلزالي في القارة الإفريقية. وأضاف في مقابلة مع قناة "المشهد" أن هذا النشاط يعود إلى وجود الأخدود الإفريقي الذي يقسم الدولة الإثيوبية إلى نصفين، حيث خرج من هذا الأخدود مجموعة كبيرة من البراكين منها ما هو حديث وعددهم نحو 59، ولكن كل هذه البراكين خاملة عدا واحد فقط. وأشار شراقي إلى أن هذه البراكين كانت نشطة خلال فترات زمنية متفاوتة ربما مئات أو آلاف السنين، لافتا إلى أن الهضبة الإثيوبية تكونت في الأساس نتيجة نشاط بركاني كبير. ولكن في الوقت نفسه، يرى شراقي أن زيادة معدلات النشاط الزلزالي بشكل متتالي وعلى فترات متقاربة يطرح الكثير من الأسئلة حول الأسباب والمستجدات التي طرأت على المنطقة لتسبب هذا التطور. وقال إنّ هذا النشاط ربما يكون مقدمة لزلزال أقوى من الزلازل التي شهدتها إثيوبيا خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن هناك احتمالية لم يتم تأكيدها بالأبحاث العلمية أن يكون حدث تسرب مائي من بحيرة سد النهضة إلى هذه المنطقة من خلال الأخاديد الموجودة في المنطقة. وأوضح أن تحرك المياه بين الكتل الصخرية في جوف الأرض من الممكن أن يؤدي إلى سهولة في الانزلاقات الأرضية وبالتالي وقوع زلزال. وأكد ضرورة عمل المزيد من الدراسات العلمية للوقوف على هذه الظاهرة، مضيفا "قوة الزلازل التي شهدتها إثيوبيا لن تؤثر على سد النهضة ولكن ما يثير القلق هو احتمالية تعرض المنطقة لزلزال أقوى خلال الفترة القادمة". وكشف الخبير الجيولوجي المصري، أن منطقة القرن الإفريقي هي منطقة زلازل ولكن إثيوبيا تعد من أكثر المناطق المهددة بوقوع زلازل قوية لأنها ملتقى 3 صفائح تكتونية.(المشهد)