كان الوضع في غزة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية فوضويًا، لدرجة أنّ الكثير من البيانات المتاحة قد تكون غير مكتملة أو قديمة أو مُستمدّة من مصدر يزعم أنه غير موثوق به. ولكن حتى في ما يتعلق بأرقام الضحايا الأكثر إثارة للجدل من وزارة الصحة في غزة، هناك عدد قليل من الانتقادات المعقولة للنطاق الواسع لما يتمّ عرضه. وفي كثير من الحالات، من المرجّح أن تكون الأرقام التي تنشرها الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة المستقلة وغيرها في أدنى حدّ ممكن. في ما يلي بعض التفاصيل حول جوانب محددة من الأزمة، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.الوفيات تقول وزارة الصحة في غزة، إنّ ما لا يقلّ عن 23084 فلسطينيًا قُتلوا حتى الآن، مع إصابة أكثر من 58 ألفًا آخرين، فيما يُقال إنّ نحو 7000 آخرين في عداد المفقودين، ومن المرجح أنّ معظمهم ماتوا. آخر إحصاء إسرائيليّ لهجوم "حماس" في 7 أكتوبر، هو 1139 قتيلًا إسرائيليًا، منهم 685 مدنيًا و373 من قوات الأمن و71 أجنبيًا. ومنذ ذلك الحين، وصل عدد القتلى في إسرائيل إلى نحو 1200 منهم 36 طفلًا. ويقول الجيش الإسرائيليّ إنّ 174 جنديًا قُتلوا في غزة وأصيب 1023 آخرون.التشرد الداخليبحلول نهاية عام 2023، قدرت وكالة الإغاثة الفلسطينية التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، أنّ 1.9 مليون شخص قد نزحوا داخليًا بسبب الحرب في غزة، أي ما يقرب من 85٪ من السكان. ويحتمي نحو 1.4 مليون شخص في مرافق الوكالة الأممية، بينما يقيم معظم الباقين مع الأصدقاء أو العائلة أو الغرباء، أو ينامون في ظروف قاسية. نحو مليون شخص -نصف سكان غزة- يعيشون الآن في وحول مدينة رفح الحدودية الجنوبية. عاش في رفح هناك نحو 280 ألفًا قبل بدء الحرب، حيث قدّر مجلس العلاقات الخارجية أنه بحلول أوائل ديسمبر الماضي، لم يُسمح إلّا لنحو 1100 شخص بمغادرة غزة عبر معبر رفح إلى مصر.إنّ تصنيف الوضع في غزة بين أزمات اللاجئين الأكثر إلحاحًا في العالم، قد يكون موضع نقاش، لكنّ الأرقام تشير إلى أنّ الأزمة هناك تحمل مقارنة بالأزمة في السودان وسوريا. الدمار تقدّر الأرقام الصادرة عن المكتب الإعلاميّ الحكوميّ في غزة، والتي استشهد بها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنّ نحو 65 ألف وحدة سكنية قد دُمرت أو أصبحت غير صالحة للسكن. وقد تضررت 290 ألف وحدة أخرى، وهذا يعني أنّ نحو نصف مليون شخص ليس لديهم منزل للعودة إليه. يشير تحليل بيانات الأقمار الاصطناعية التي استشهدت بها وكالة أسوشيتد برس، إلى أنّ نحو ثلثَي جميع المباني في شمال غزة قد دُمرت. وفي جميع أنحاء القطاع، تم تدمير نحو 33٪ من المباني. وقالت الوكالة إنّ معدل الدمار كان أسوأ من تدمير حلب في سوريا، أو قصف روسيا لماريوبول. وتشير بيانات مجموعة "إيروارز" لتتبّع الصراع، إلى أنّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ "داعش" في العراق نفذ 15000 ضربة بين عامي 2014 و2017، في حين نفذ الجيش الإسرائيليّ 22000 ضربة في غزة في أقل من 3 أشهر. البنية التحتية الحيوية لقد دمرت إسرائيل غالبية المرافق والبنية التحتية في قطاع غزة.وتقول منظمة الصحة العالمية، إنّ 23 من أصل 36 مستشفى أصبحت غير صالحة للعمل تمامًا بحلول 3 يناير الحالي، مع انخفاض عدد الأسرّة من 3500 سرير إلى 1400 بحلول 10 ديسمبر الماضي وسط زيادة كبيرة في الحاجة. كما تعرّض نظام التعليم في غزة لخطر شديد، فقد دُمرت 104 مدرسة أو تعرضت لأضرار جسيمة. في المجموع ، تضرر نحو 70% من المباني المدرسية، وتلك التي لا تزال قائمة تُستخدم إلى حدّ كبير لإيواء النازحين داخليًا. وفي الوقت نفسه، بلغ إنتاج المياه 7٪ من إمدادات ما قبل الحرب في 30 ديسمبر الماضي، كما أنّ هناك مرحاضًا واحدًا لكل 220 شخص. وقالت منظمة الصحة العالمية في 21 ديسمبر، إنه تم الإبلاغ عن أكثر من 100 ألف حالة إسهال منذ منتصف أكتوبر الماضي، نصفها بين الأطفال دون سن الخامسة.المساعدات الإنسانية لمدة أسبوعين في بداية الحرب، لم يُسمح لأيّ مساعدة إنسانية – بما في ذلك الغذاء – بالدخول إلى غزة على الإطلاق. ازداد تدفق المساعدات تدريجيًا مع استمرار الحرب، وفقًا للأرقام التي تشاركها "الأونروا"، حيث كانت هناك 20 شاحنة يوميًا في آخر 10 أيام من أكتوبر، و 8 شاحنة يوميًا في نوفمبر، و10 شاحنات يوميًا في ديسمبر من عام 2023. لكنّ هذا لا يزال منخفضًا على مستوى ما قبل الصراع البالغ 500 شاحنة في اليوم. ويصعب توزيع المساعدات الإنسانية بسبب الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي، حيث قُتل 142 من موظفي "الأونروا" في حين تضررت 128 من مباني المنظمة. يقول برنامج الأغذية العالمي إنّ نحو أسرة واحدة من كل 4 أسر معرّضة بالفعل لخطر المجاعة، وإنّ جميع السكان يواجهون نقصًا في الغذاء يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية.(ترجمات)