في أعقاب الأداء الكارثيّ في مناظرة الشهر الماضي، يواجه الرئيس الأميركيّ جو بايدن صعوبة في جمع تبرعات لحملته. ويرى الكاتب الأميريكيّ هاريسون كاس، محلل شؤون الدفاع والأمن القوميّ الأميركي، أنّ الصعوبات في جمع التبرعات، لا ينبغي أن تكون أمرًا مفاجئًا، إذ إنّ مناظرة بايدن أثارت جدلًا حول ما إذا كان يتعين أن يكون مرشح الحزب الديمقراطي، وهو ما يحول دون أيّ حماس لتقديم تبرعات لحملته. ويقول كاس في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأميركية:في ضوء الشعور بعدم الاستقرار بالنسبة لهذا الأمر، توقّف بعض مسؤولي جمع التبرعات عن مواصلة جهودهم. سوف تكون النتيجة هي احتمال الافتقار للمال؛ وهو ما يمكن أن يزيد من مشاكل بايدن، ما يجعل إعادة انتخابه أمرًا أقل احتمالًا مما هو عليه الآن.وفال أحد مسؤولي جمع التبرعات في الحزب الديمقراطيّ لشبكة "سي إن بي سي"، إنّ أعضاء الحزب الذين يتم الاتصال بهم، إما أنهم لا يردون على الاتصالات الهاتفية لدعوتهم لتقديم تبرعات، أو أنهم يردّون بغضب وهم يتساءلون عن سبب الحاجة لتقديم المزيد من المال لبايدن، في ضوء آدائه في المناظرة.تنحي بايدنويوضح كاس أنّ الشخص الذي تحدّث مع شبكة سي إن بي سي، يُعتبر شخصًا داعمًا يتمتع بصلات قوية وثريًا، ويستغل صلاته الشخصية في جمع الأموال بصورة مباشرة للحملة الانتخابية.وذكرت شبكة سي إن بي سي، أنّ " الأساس هو أنّ مثل هذا الداعم يستغل رصيده الشخصيّ في دعوة الأصدقاء وأفراد الأسرة، والعملاء، والزملاء، لتقديم التبرعات لمرشح يشاركهم قيمهم.ويؤكد كاس أنّ أيّ داعم أصبح جزءًا مهمًا في المخطط الماليّ لأيّ حملة سياسية. ويعتبر التقدم الذي يحرزه أيّ داعم، اختبارًا حقيقيًا لزخم جمع التبرعات الشامل للحملة، وأساسًا عندما يميل أيّ مرشح للتقدم إلى الأمام في حملته، يتوق الشخص الداعم إلى حشد الآخرين حول المرشح، ولكن عندما يميل المرشح للتراجع، غالبًا ما يكون الشخص الداعم ضمن أول من يشعرون بهذا التراجع، حتى قبل أن تشعر به الحملة نفسها.حملة بايدن ويقول كاس إنّ داعمي بايدن يرفعون أجراس الإنذار التي تفيد بأنّ حملة بايدن تواجه متاعب، ومن المحتم بديهيًا أن يتوقف المتبرعون عن تقديم تبرعاتهم. وقال أحد حلفاء بايدن وأحد جامعي التبرعات لشبكة سي إن بي سي، "لن أجمع أيّ أموال أخرى حتى أتأكد أنه هو المرشح". ويرى كاس أنّ التساؤلات حول ما إذا كان بايدن سوف يستمر في المنافسة، هي السبب الرئيسيّ وراء امتناع المانحين المحتملين للتبرعات عن تقديم تبرعاتهم.ويقول كاس إنه منذ المناظرة التي أظهر فيها بايدن، أنه لم يعد لائقًا لتولي المنصب، زادت الدعوات التي تطلب من بايدن عدم المضيّ قدُمًا. ودعا المواطنون، وحتى بعض أعضاء الكونغرس ( رغم أنهم حفنة فقط) علانية إلى تنحي بايدن.ومع ذلك، فإنه في الوقت نفسه، احتشد كبار مسؤولي الحزب للدفاع عن بايدن- أو على الأقل التزموا الصمت بشأن هذه القضية. والنتيجة هي أنه أصبحت هناك درجة من التوترات داخل الحزب، حيث هناك خلاف بشأن سؤال أساسيّ كان ينبغي الإجابة عليه منذ وقت طويل في هذه المرحلة من دورة الانتخابات الرئاسية، وهو: هل نرى أنّ مرشحنا ينبغي أن يكون مرشحنا؟.(وكالات)