على رصيف أحد شوارع بلدة ناعور جنوب العاصمة عمّان، وقفت عائدة سليمان تتمعّن صور المرشحين للانتخابات البرلمانية بالأردن وقد ارتسمت الابتسامة على وجهها.وقالت عائدة (56 عامًا) لرويترز "لأول مرة أرى هذا العدد من صور المرشحات الشابات في ناعور".وتوضح ربة المنزل، التي كانت تعمل مدرسة لمادة الرياضيات قبل أن تتقاعد، أن في بلدة ناعور على مدى انتخابات برلمانية متعاقبة كان "المرشحون الذكور يكتسحون المشهد كل مرة".وتضيف أن بلدة ناعور ليست "منفتحة" كباقي المناطق التابعة للعاصمة وأنّ "المجتمع الذكوري وكثرة المتشددين والعشائرية" يغلب على طابع هذه البلدة التي يقترب عدد سكانها من 100 ألف نسمة.وترى أن ارتفاع عدد المرشحات للبرلمان أمر إيجابي ودليل على تقبل المجتمع لأن تمثل صوت الشعب ليس فقط امرأة وإنما شابة في مقتبل العمر.وتقول عائدة وهي تحصي عدد المرشحات اللاتي تنتشر صورهن بشوارع ناعور، الواقعة ضمن الدائرة الثانية بتقسيمات الانتخابات، إنها "متفائلة من الانتخابات هذه المرة".المرأة والشباب في البرلمانوفي 10 سبتمبر، سيحق لأكثر من 5.1 ملايين ناخب وناخبة التوجه إلى مراكز الاقتراع لاختيار أعضاء البرلمان وعددهم 138.بدورها قالت إحدى المرشحات لمجلس النواب الأردني عن الدائرة الثانية، دعاء مصطفى البراري، إنه بسبب رؤية الملك عبد الله الثاني لضرورة تمكين المرأة والشباب وتحديث المنظومة السياسية، تم تعديل قانون الانتخاب لتعزيز تمثيل المرأة والشباب تحت قبة البرلمان لمساعدتهم على المشاركة الفعالة في صنع القرار.وبينت البراري، التي ستمثل سكان بلدة ناعور في حال فوزها، أن قانون الانتخاب الجديد أعطى فرصة لزيادة تمثيل المرأة من خلال القائمة المحلية والقائمة العامة (الأحزاب).وفي قانون الانتخاب لعام 2022، تم زيادة عدد مقاعد النساء من 15 إلى 18 مقعدًا على امتداد الدوائر المحلية وتم منحها فرصة لاختيار مسار التنافس على القوائم المحلية.كما جرى إلزام القوائم العامة (الأحزاب) بوجود مقعد للمرأة في أول 3 مقاعد، ومقعد للمرأة من بين ثاني 3 مقاعد في القائمة المغلقة للأحزاب، علما بأن القانون ألزم بوجود مقعد للشباب تحت سن 35 عاما ضمن أول 5 مقاعد في القائمة المغلقة للأحزاب.وتقول البراري، الناشطة الاجتماعية والصيدلانية المتخصصة بالرعاية الطبية "كمرشحة ممثلة للعنصر الشبابي النسائي يقع على عاتقي مسؤولية كبيرة لإحداث تغيير إيجابي وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه المرأة والشباب في جميع المجالات".وتضيف "أؤمن بأن المرأة والشباب هم شريك أساسي في صنع القرار وركيزة للمجتمع لا غنى عنها".وتتوقع البراري (33 عاما) التي تمثل حزب الميثاق الوطني، أن يكون هناك إقبال كبير على انتخاب المرشحات الشابات من قبل العديد من المواطنين.زيادة نسبة المرشّحاتوشهدت المنظومة القانونية الجديدة لانتخاب البرلمان الـ20 بالأردن، تغييرات ملحوظة أبرزها، بحسب الهيئة المستقلة للانتخاب، أن نسبة المرشحات في انتخابات 2024 ارتفعت إلى 24% مقارنة مع 21% في انتخابات 2020.وقال وزير الشؤون السياسية والبرلمانية حديثة الخريشة إن "الانتخابات النيابية 2024 ستكون فرصة تاريخية غير مسبوقة للمرأة الأردنية لزيادة نسبة تمثيلها تحت قبة البرلمان".وأضاف أنه "من المتوقع في ضوء الحسابات الموضوعية أن يصل عدد المقاعد النيابية التي ستشغلها الأردنيات في البرلمان القادم لأكثر من 20%".من جانبها، قالت عضو مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب عبير دبابنة "أعتقد أن قانون الانتخاب الجديد يساهم بشكل كبير في تمكين المرأة الأردنية للولوج للفضاء العام بقوة كامرأة لها شأن قادرة على المشاركة في صنع القرار وتمثيل الأمة بكل احترافية".وبينت دبابنة أن الدوائر المحلية أصبحت ملزمة بإعلان مرشحات من النساء وتحديد مسار الترشح سواء عبر الكوتا (الحصة) أو التنافس الحر.وأشارت إلى أن في هذه الانتخابات، ترشحت 25 امرأة على مسار التنافس خارج الكوتا، وهو ما تراه رقما يحمل الكثير من المعاني برغبة وقدرة المرأة على خوض الانتخابات بمسار التنافس الحر.دعم وجود الأحزابوقالت دبابنة "للأسف في انتخابات 2020 لم تنجح ولا امرأة خارج نظام الكوتا"، متوقعة أن يكون هناك إقبال على صناديق الاقتراع هذا العام لاختيار المرأة والشباب.وأضافت "أشعر بالإيجابية وبالذات مع وجود هذا المشروع الوطني الذي يدعم وجود الأحزاب في البرلمان الأردني، وهو بالتأكيد مشروع متدرج".وكشفت عن آليات أقرت للمرة الأولى لرصد العنف الانتخابي بحق النساء من خلال لجنة للشكاوى في الهيئة وآليات رصد في مؤسسات المجتمع المدني أيضا، كما تم إقرار تعريف رسمي للعنف الانتخابي.وأشارت دبابنة إلى مشاركة بعثة من الاتحاد الأوروبي في مراقبة سير الانتخابات.(رويترز)