عبّر الرئيس الأميركيّ جو بايدن خلال أحاديث خاصة، عن إحباطه بسبب عدم إقناع إسرائيل بتغيير تكتيكاتها العسكرية في غزة، واصفًا رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه "أحمق" ويمثّل "عقبة رئيسية"، حسبما أوردت شبكة "إن بي سي نيوز" نقلًا عن 5 مصادر مطلعة على هذه المناقشات. وقال بايدن وفق الشبكة الأميركية، إنه حاول إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار، لكنّ نتانياهو يسبب الكثير من المتاعب ومن المستحيل التعامل معه، حسبما قال الأشخاص المطلعون على تعليقات بايدن، الذين طلبوا جميعًا عدم الكشف عن أسمائهم. وقال أحد الأشخاص نقلًا عن الآراء التي عبّر عنها بايدن: "إنه يشعر أن هذا يكفي. ويجب أن تتوقف الحرب".حديث بايدن كان مليئًا بإشارات ازدراء لنتانياهو وذكر أشخاص مطلعون أنّ بايدن تحدث في الأسابيع الأخيرة بشكل خاص عن نتانياهو "بيبي"، وكان حديثه مليئًا بإشارات ازدراء لرئيس الوزراء الإسرائيلي، واصفًا إياه بـ"هذا الغلام". وفي 3 محادثات أخيرة على الأقل، وصف بايدن نتانياهو بأنه "الأحمق"، وفقًا لأشخاص مطّلعين مباشرة على تعليقات الرئيس الأميركي. وردًا على سؤال حول تعليقات بايدن الخاصة بشأن نتانياهو، قال متحدث باسم مجلس الأمن القوميّ في بيان، إنّ الزعيمين تربطهما علاقة محترمة، مضيفًا: "لقد كان الرئيس واضحًا بشأن اختلافه مع رئيس الوزراء نتانياهو، لكن هذه علاقة مستمرة منذ عقود وتحظى بالاحترام في العلن وفي السر". ومنذ أن عانق بايدن نتانياهو خلال زيارته لإسرائيل بعد مقتل 1200 إسرائيليّ في هجوم "حماس" في 7 أكتوبر، أصبح الرئيس الأميركيّ أكثر إحباطًا بشكل مطّرد إزاء ارتفاع عدد القتلى المدنيّين الفلسطينيّين في غزة، ورفض نتانياهو مناقشة اتفاق سلام طويل الأمد. وبحسب الشبكة الأميركية، فإنّ تعليقات بايدن الخاصة بشأن نتانياهو وفشله في تغيير التكتيكات في قطاع غزة، تشير إلى أنّ الديناميكية بين الزعيمين يمكن أن تقترب من نقطة انعطاف. وتخطط إسرائيل لشن هجوم برّي على رفح، وهي مدينة تقع في جنوب قطاع غزة وتؤوي أكثر من مليون فلسطينيّ نزحوا من شمال قطاع غزة. وتعهد نتانياهو قبل أيام، بالمضي قدُمًا في العملية، على الرغم من أنّ المسؤولين الأميركيّين أعربوا مرارًا وتكرارًا عن معارضتهم العلنية لها، ما لم توفر إسرائيل ممرًا آمنًا للمدنيّين الفلسطينيّين.تحوّل كبير في السياسة الأميركية!والأحد، قال بايدن لنتانياهو في مكالمة هاتفية، إنه يعتقد أنّ "العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تستمر من دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لحماية ودعم الفلسطينيّين الذين يحتمون هناك". وركز الجزء الأكبر من محادثتهما التي استمرت 45 دقيقة على الاتفاق الذي تمت مناقشته منذ فترة طويلة بشأن تبادل الأسرى، ولكن تم تأجيله مرارًا وتكرارًا بين إسرائيل و"حماس". وتبنّى بايدن لهجة أكثر حدّة الأسبوع الماضي، ووصف الهجوم العسكريّ الإسرائيليّ في غزة بأنه "مبالغ فيه". كما كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن، صريحًا بعد اجتماعه مع نتانياهو في إسرائيل، وقال إنه أبلغ الحكومة الإسرائيلية بأنّ عدد المدنيّين الفلسطينيّين الذين يموتون كل يوم بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية "لا يزال مرتفعًا للغاية". ومع ذلك، قال أشخاص مطلعون على تعليقات بايدن الخاصة إنه يرفض فكرة أن يكون قاسيًا للغاية مع نتانياهو بشكل علني. ولن تؤدي إحباطات بايدن تجاه نتانياهو إلى تحوّل كبير في السياسة الأميركية، لكنّ إدارته بدأت في النظر في خيارات أخرى قبل أسبوعين، بحسب ما قال مسؤولون لشبكة "إن بي سي نيوز"، من أنّ الإدارة ناقشت تأخير أو إبطاء مبيعات الأسلحة لإسرائيل كوسيلة ضغط على نتانياهو لتخفيف حدة العمليات العسكرية في غزة، وبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيّين. وفي تحوّل محتمل آخر في السياسة، ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأسبوع الماضي، أنّ مسؤولي الإدارة يقومون بصياغة خيارات للاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية مستقلة.بايدن يرى أن استمرار الحرب يضمن بقاء نتانياهو في السلطةومع ذلك، قال المسؤولون إنه حتى مع تصعيد بايدن لهجته، فإنه ليس مستعدًا بعد لإجراء تغييرات سياسية كبيرة، ولا يزال هو ومساعدوه يعتقدون أنّ نهجه المتمثل في دعم إسرائيل بشكل لا لبس فيه هو النّهج الصحيح. ومن بين الأمور المثيرة للانزعاج التي أعرب عنها بايدن في المحادثات الخاصة الأخيرة، هو رفض إسرائيل المستمرة للصفقات الجيدة التي تقدمها أميركا، مثل صفقة التطبيع الأخيرة مع السعودية، وفقًا للأشخاص المطلعين. ومن شأن اتفاق إطلاق سراح الأسرى وإيقاف العمليات العسكرية الإسرائيلية أن يتوّج أسابيع من الجهود رفيعة المستوى التي يبذلها بايدن وكبار مساعديه، لتأمين اتفاق، يأملون أن يؤدي في النهاية إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار. لكنّ الرئيس بايدن يقول إنّ نتانياهو يريد أن تستمر الحرب حتى يتمكن من البقاء في السلطة، حسبما ذكر 3 من الأشخاص المطلعين على تعليقاته للشبكة الأميركية. وفي حملة لجمع التبرعات حضرها بايدن في الأسابيع القليلة الماضية، تحدث عن إسرائيل وإحباطاته من نتانياهو أمام مجموعة صغيرة من المانحين. وردًا على شكره لوقوفه مع إسرائيل وضد معاداة السامية، انتهز بايدن الفرصة لعرض بعض وجهات نظره، وفقًا لأحد الأشخاص الحاضرين، قائلًا: "أنا صهيوني"، مكررًا وجهة نظره بضرورة تدمير "حماس" وحماية إسرائيل. لكنّ بايدن عبّر أيضًا عن إحباطه من نتانياهو، حيث يتذكر الشخص الذي كان حاضرًا لتعليقات بايدن: "لقد قال إنّ بيبي بدأ بشكل رائع، لكنه كان يؤلمني مؤخرًا أو كان يقتلني مؤخرًا. لقد تسبب في ضرر خلال الآونة الأخيرة". (ترجمات)