في خطوة فاجأت الأوساط السياسية والإعلامية، التقى مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة "ميتا"، بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في منتجع "مار إيه لاغو" يوم الأربعاء. هذا الاجتماع، الذي أكدته شركة "ميتا"، جاء ليشعل عاصفة من التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تناقضت ردود الفعل بين الترقب والانتقاد الحاد، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية. تاريخ معقد يسبق اللقاء العلاقة بين زوكربيرغ وترامب مليئة بالتوترات والخلافات، وفي عام 2020، حظر زوكربيرغ ترامب من فيسبوك على خلفية مزاعم بالتلاعب في الانتخابات، مما دفع ترامب إلى تصوير زوكربيرغ كجزء من مؤامرة كبرى لإسقاطه سياسيًا.لاحقًا، تعهد ترامب بأن زوكربيرغ "سيقضي بقية حياته في السجن" إذا تكرر الأمر. ومع ذلك، جاءت المفاجأة عندما تلقى زوكربيرغ دعوة من ترامب لحضور عشاء في منتجعه الفخم، في خطوة اعتبرها البعض محاولة من رئيس "ميتا" لإصلاح العلاقات، خصوصًا مع قرب عودة ترامب إلى البيت الأبيض. العشاء المثير للجدلالعشاء الذي جمع بين الطرفين أثار موجة هائلة من التساؤلات، ورأى العديد من المراقبين أن زوكربيرغ يحاول "الغناء من أجل عشائه"، كما وصفه البعض، للحصول على موطئ قدم مع الإدارة المقبلة. وفي الوقت نفسه، اعتبر بعض أنصار ترامب أن اللقاء إشارة ضعف من جانب زوكربيرغ، الذي تعرض لانتقادات لاذعة لدوره في الرقابة على المحافظين. وكتب أحد مستخدمي منصة "إكس": "زوكربيرغ يزحف على بطنه إلى مار إيه لاغو ليكسب ودّ ترامب؟ هذا الشخص لا يمكن الوثوق به". ويتهم منتقدو زوكربيرغ بأنه ساهم في تقييد حرية التعبير، خاصة خلال الانتخابات السابقة، عندما قامت "ميتا" بتقييد منشورات حول قصة حاسوب هانتر بايدن الشخصي استنادًا إلى تحذيرات من مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن المعلومات المضللة. كما واجه زوكربيرغ اتهامات جديدة بالرقابة بعد الكشف عن قيود فرضها "فيسبوك" على منشورات تناولت محاولة اغتيال ترامب الأولى هذا العام. ووصف البعض هذه الرقابة بأنها "شريرة"، بينما أشار آخرون إلى أنها تعكس نزعة زوكربيرغ لدعم أجندات معينة على حساب الحقيقة. في مقابلة أجريت معه في يوليو الماضي، أعرب زوكربيرغ عن ندمه على القرارات التي اتخذتها "ميتا" بشأن فرض رقابة على بعض المحتويات بناءً على ضغوط من إدارة بايدن خلال جائحة كوفيد-19. وقال: "مع الخبرة والمعلومات الجديدة، لم نكن لنتخذ نفس القرارات اليوم. نحن لن نسمح لأي إدارة بالضغط علينا لفرض رقابة مجددًا".شراكة أم مصلحة؟رغم تاريخ الخلافات، يرى البعض أن اللقاء قد يشير إلى إمكانية فتح صفحة جديدة بين الطرفين. ومع عودة ترامب للساحة السياسية، قد يكون زوكربيرغ يسعى للحصول على دعم أو ضمانات من الإدارة المقبلة لحماية مصالح شركته. على وسائل التواصل الاجتماعي، انقسمت الآراء بين من رأى أن اللقاء يعكس براغماتية ترامب، ومن اعتبره خيانة لمبادئ أنصاره. ووصف أحد المعلقين اللقاء بأنه "صفعة لأنصار ترامب"، بينما كتب آخر: "ترامب لا ينبغي أن يثق بزوكربيرغ، فهو صديق الطقس الجيد". ورغم تأكيد "ميتا" أن اللقاء تناول الحديث عن الإدارة المقبلة، إلا أن تفاصيله الدقيقة لا تزال مجهولة. ويظل هذا الاجتماع محاطًا بالغموض، مما يفتح الباب أمام المزيد من التكهنات حول ما دار بين الملياردير التكنولوجي والرئيس المنتخب. (ترجمات)