دعت روسيا كل من إيران وباكستان إلى ضبط النفس وحل جميع المشاكل سياسيا ودبلوماسياً، محذّرة من ارتفاع مستوى التوتر حول العالم في تصريحين منفصلين صدرا خلال أقل من 24 ساعة الأخيرة.ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قوله لوسائل الإعلام صباح الجمعة "في الواقع، مستوى التوترات خارج النطاق. وهذا لا يمكن إلا أن يكون مدعاة للقلق"، وذلك تعليقاً على تصاعد التوترات في الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وتفاقم العلاقات بين إيران وباكستان. وشدد بيسكوف على أن "كل هذا هو إلى حد ما نتيجة للأزمة الرهيبة المحيطة بغزة. لقد أعربنا عن قلقنا منذ البداية من أن هذا الصراع قد يميل إلى التوسّع. وللأسف، نشهد بعض المؤشرات على ذلك الآن". وفي الوقت نفسه، أشار بيسكوف إلى دعوات موسكو لجميع دول المنطقة إلى ضبط النفس. واختتم كلامه بالقول: "إننا ندعو جميع الأطراف وجميع دول المنطقة والمناطق المجاورة إلى ضبط النفس واختيار الدبلوماسية". قصف متبادل بين القوتين النوويتينكما نقلت وكالة "تاس" عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تعليقاً على التوترات بين البلدين الإسلاميين النوويين مساء الخميس "إننا نراقب بقلق تصاعد الوضع في المناطق الحدودية الإيرانية الباكستانية في الأيام الأخيرة، ونحث الطرفين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحل القضايا الناشئة بالوسائل السياسية والدبلوماسية حصراً".وأضافت الدبلوماسية الروسية "نأمل أن تجد إيران وباكستان قريباً حلا لتسوية المشاكل الحالية بروح حسن الجوار التقليدية، بما في ذلك ما يتعلق بالحد من التهديدات الإرهابية الصادرة من أراضي كل منهما". بالإضافة إلى ذلك، أكدت زاخاروفا أن أي عمليات مكافحة الإرهاب خارج الأراضي السيادية يجب أن تتم بالتنسيق والتفاوض بين حكومات الدول المعنية. وقالت "من المؤسف أن مثل هذه الأمور تحدث بين الدول الصديقة الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون (تاس)، والتي نعمل معها على تطوير علاقات الشراكة". وأضافت أن "المزيد من التصعيد سيكون في مصلحة أولئك الذين لا يريدون السلام والاستقرار والأمن في المنطقة". وأكدت وزارة الخارجية الروسية استعداد موسكو لتضافر الجهود لمكافحة الإرهاب الدولي بكافة أشكاله وصوره. ونفذ الجيش الباكستاني ضربات صاروخية على إيران بعد يوم من هجوم مماثل شنته طهران. وقالت إسلام آباد إنها استهدفت "جماعات مسلحة مناهضة لباكستان". وأفاد مسؤولون إيرانيون بمقتل 9 أشخاص في الانفجارات التي وقعت في مقاطعة سيستان وبلوشستان. وهذه الضربات المتبادلة هي الأكبر من نوعها في السنوات الأخيرة وأثارت قلقا بشأن عدم الاستقرار على نطاق أوسع في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" في 7 أكتوبر. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الخميس إنها ملتزمة بعلاقات حسن الجوار مع باكستان لكنها دعت إسلام آباد إلى منع إقامة "قواعد إرهابية" على أراضيها. وأصدرت باكستان بياناً مماثلاً. وقالت وزارة الخارجية إن "الهدف الوحيد من عمل اليوم هو تحقيق أمن باكستان والمصلحة الوطنية، وهو أمر بالغ الأهمية ولا يمكن المساس به". وأدانت طهران بشدة الضربات قائلة إن مدنيين قتلوا، واستدعت القائم بالأعمال الباكستاني، الدبلوماسي الأكبر لتمثيل إسلام آباد لدى إيران، لتقديم تفسير.(المشهد + وكالات)