في غضون 3 أشهر من عودته إلى مكتب رئيس الوزراء، قاد بنيامين نتانياهو البلاد إلى أزمة غير مسبوقة داخل الجيش الإسرائيلي، وأثار انتقادات دولية قاسية، حيث تزايدت حدة الاضطرابات التي زعزعت استقرار الاقتصاد وهددت بتمزيق المجتمع الإسرائيلي بفعل خطته لإصلاح القضاء، حسبما جاء في تقرير لموقع "آكسيوس" الأميركي. وعبّر العديد من المعلقين وأعضاء حزب نتانياهو عن صدمتهم من الطريقة التي ارتكب بها أحد أكثر السياسيين الإسرائيليين خبرة ودهاء ما يرون أنه خطأ محتمل منذ عودته إلى المنصب، وذلك وسط انخفاض نسبة تأييد رئيس الوزراء، مما يعكس كيف يمكن أن يكون الإصلاح القضائي هو الشيء نفسه الذي يدمر نتانياهو كسياسي ويكشف عن إرثه. شكوك العالم العربي تحدث نتانياهو بالكاد عن النظام القضائي خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، وبدلا من ذلك ركز على قضايا أخرى كانت أكثر أهمية لناخبيه، وخاصة الاقتصاد وأسعار المساكن ومكافحة الجريمة. وعندما تم انتخابه، قال إنه سيركز على تحسين الاقتصاد، ومواجهة إيران وإبرام المزيد من اتفاقيات السلام مع الدول العربية. لكن خلال الأشهر الماضية، استحوذ الإصلاح القضائي على أجندته السياسية بالكامل، مما أدى إلى إبعاد انتباهه عن إيران، وأدى إلى انخفاض حاد في قيمة الشيكل الإسرائيلي، وأثار شكوكا في العالم العربي حول ما إذا كانت إسرائيل شريكا موثوقا به. انخفاض الشعبية وأظهرت استطلاعات الرأي التي نُشرت يومي هذا الأسبوع من قبل جميع القنوات التلفزيونية الإسرائيلية انخفاضا حادا في شعبية نتانياهو وتراجعا كبيرا في الدعم الشعبي لحزبه. وأشارت استطلاعات الرأي إلى أنه إذا أجريت الانتخابات اليوم، فإن ائتلافه سيشهد هزيمة غير مسبوقة. فيما أظهر استطلاع منفصل أجراه مستطلع يميني ونشرته القناة 14 الموالية لنتانياهو أن الائتلاف الحالي لديه 58 مقعدا فقط، أي 6 مقاعد أقل مما لديه اليوم. لكن أحد الاستطلاعات أظهر ربما اتجاه أكثر إثارة للقلق لرئيس الوزراء، إذ يعتقد حوالي 55% من الناخبين في حزب نتانياهو "الليكود" أن الأداء العام لرئيس الوزراء كان سيئا. واعترض نحو 58% من ناخبي "الليكود" على قرار نتانياهو إقالة وزير الدفاع، وقال 60% إنه يجب تعليق الإصلاح القضائي. تهديدا لبقاء "الليكود"وبحسب موقع "آكسيوس" تؤكد استطلاعات الرأي ما قاله الكثير داخل "الليكود" في السر، وهو أن "الإصلاح القضائي أصبح تهديدا لبقاء الليكود في السلطة". ويعتبر قرار نتانياهو بتعليق الإصلاح القضائي دفعة كبيرة للمعارضة وإنجازا كبيرا لمنظمات المجتمع المدني التي قادت الاحتجاجات. وشهدت إسرائيل إحياء يسار الوسط الذي دمر قبل 3 أشهر فقط بعد هزيمته في الانتخابات. في الوقت نفسه، برز زعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس كواحد من أكبر الفائزين في الأشهر الثلاثة الماضية. واتخذ وزير الدفاع السابق خطا معتدلا بمعارضته الإصلاح القضائي لنتانياهو بينما دعا أيضا إلى حوار وطني حول هذه القضية. وتظهر استطلاعات الرأي أن العديد من ناخبي "الليكود" المعتدلين بدءوا في تحويل دعمهم إلى حزب غانتس الذي يمثل يمين الوسط، وفي حال أجريت الانتخابات اليوم، تشير استطلاعات الرأي إلى أن "الليكود" سيفوز فقط بما يتراوح بين 25 و26 مقعدا في الكنيست، انخفاضا من 32 مقعدا حاليا، بينما حزب غانتس "الأزرق والأبيض" سيفوز بما يتراوح بين 22 و23 مقعدا، بزيادة عن 12 مقعدا حاليا.(ترجمات)