قال مسؤولون من الفصائل المدعومة من إيران ومحللون، إنّ آلاف المقاتلين من الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط، على استعداد للقدوم إلى لبنان للانضمام إلى جماعة "حزب الله" في معركتها ضد إسرائيل، في حال تصاعد الصراع المحتدم إلى حرب شاملة.يحدث تبادل إطلاق نار شبه يوميّ على طول الحدود اللبنانية مع شمالي إسرائيل، منذ أن شنّ مسلحون من قطاع غزة الذي تسيطر عليه "حماس"، هجومًا دمويًا على جنوب إسرائيل في أوائل أكتوبر، أدى إلى اندلاع حرب في القطاع.وتدهور الوضع في الشمال في يونيو، بعد أن أدت غارة جوية إسرائيلية إلى مقتل قائد عسكريّ كبير بـ"حزب الله" في جنوب لبنان. وردّ الحزب بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة المتفجرة على شماليّ إسرائيل.وهدّد مسؤولون إسرائيليون بشنّ هجوم عسكريّ في لبنان، إذا لم يتم التوصل إلى نهاية تفاوضية لإبعاد "حزب الله" عن الحدود.على مدى العقد الماضي، قاتل مسلّحون مدعومون إيرانيًا من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان معًا في الصراع السوريّ المستمر منذ 13 عامًا. ويقول مسؤولون من الجماعات المدعومة من إيران، إنهم قد يتحدّون مرة أخرى إسرائيل.أكثر من 100 ألف مقاتلوقال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في خطاب ألقاه الأربعاء، إنّ قادة المسلحين في إيران والعراق وسوريا واليمن ودول أخرى عرضوا في السابق إرسال عشرات الآلاف من المسلحين لمساعدة "حزب الله"، لكنه قال إنّ الجماعة لديها بالفعل أكثر من 100 ألف مقاتل.وأضاف نصر الله: "قلنا لهم شكرًا، ولكنّنا لدينا أعداد ضخمة".وأوضح أنّ المعركة بشكلها الحاليّ لا تستخدم سوى جزء من القوة البشرية لـ"حزب الله"، في إشارة واضحة إلى المقاتلين المتخصّصين الذين يطلقون الصواريخ والطائرات المسيّرة.لكن هذا قد يتغير في حالة نشوب حرب شاملة. وألمح نصر الله إلى هذا الاحتمال في خطاب ألقاه عام 2017، قال فيه إنّ مقاتلين من إيران والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان "سيكونون شركاء" في مثل هذه الحرب."إستراتيجية وحدة الساحات"ويقول مسؤولون من الجماعات اللبنانية والعراقية المدعومة من إيران، إنّ المقاتلين المدعومين من طهران من جميع أنحاء المنطقة، سينضمّون إذا اندلعت الحرب على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية.وينتشر بالفعل الآلاف من هؤلاء المقاتلين في سوريا واليمن والعراق، ويمكنهم التسلل بسهولة عبر الحدود التي يسهل اختراقها.وقد شنّت جماعات هجمات على إسرائيل وحلفائها منذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل و"حماس" في 7 أكتوبر. وتقول الجماعات التي تنتمي إلى ما يسمى "محور المقاومة"، إنها تستخدم "إستراتيجية وحدة الساحات" وسوف تفعل ذلك. ولن يتوقفوا عن القتال إلا عندما تُنهي إسرائيل هجومها في غزة ضد حليفتها "حماس".وقال مسؤول في جماعة مدعومة من إيران في العراق لأسوشيتدبرس في بغداد: "سنقاتل جنبًا إلى جنب مع حزب الله" إذا اندلعت حرب شاملة.وأكد إلى جانب مسؤول آخر من العراق، أنّ بعض المستشارين العراقيّين موجودون بالفعل في لبنان.دعم خارجيفي السياق ذاته، قال مسؤول في جماعة لبنانية مدعومة من إيران، تحدّث أيضًا شريطة التكتم على هويته، إنّ مقاتلين من قوات "الحشد الشعبي" العراقية، ولواء "فاطميون" الأفغاني، ولواء "زينبيون" الباكستاني، وجماعة المتمردين المدعومة من إيران في اليمن والمعروفة باسم "الحوثيين"، يمكن أن يأتوا إلى لبنان للمشاركة في الحرب.ويتفق الخبير في شؤون "حزب الله"، قاسم قصير، مع أنّ القتال الحاليّ يعتمد في معظمه على التكنولوجيا المتقدمة، مثل إطلاق الصواريخ ولا يحتاج إلى عدد كبير من المقاتلين. ورأى أنه إذا اندلعت حرب واستمرت لفترة طويلة، فقد يحتاج "حزب الله" إلى دعم من خارج لبنان.وأضاف قصير: "التلميح إلى هذا الأمر قد يكون (رسالة) مفادها أنّ هذه أوراق يمكن استخدامها".حرب متعدّدة الجبهاتتدرك إسرائيل أيضًا احتمال تدفّق المقاتلين الأجانب.وقال الرئيس السابق لتخطيط السياسات في وزارة الخارجية الإسرائيلية، عيران عتصيون، في حلقة نقاشية استضافها معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، الخميس، إنه يرى "احتمالًا كبيرًا" لحرب متعددة الجبهات.وأضاف أنه من المُمكن أن يكون هناك تدخل من قبل "الحوثيين" والميليشيات العراقية، و"تدفق هائل للمتطرفين من (أماكن) بما في ذلك أفغانستان وباكستان" إلى لبنان، والمناطق السورية المتاخمة لإسرائيل.وصرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، في بيان متلفز الأسبوع الماضي، إنه منذ أن بدأ "حزب الله" هجماته على إسرائيل في 8 أكتوبر، أطلق أكثر من 5000 صاروخ وقذائف مضادة للدبابات وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل.وقال هغاري، إنّ "عدوان "حزب الله" المتزايد يقُودنا إلى حافة ما يمكن أن يكون تصعيدًا أوسع نطاقًا، وهو ما يمكن أن تكون له عواقب مدمرة على لبنان والمنطقة بأسرها.. ستواصل إسرائيل القتال ضد محور الشر الإيرانيّ على الجبهات كافة".(أ ب)