ذكر تقرير لشبكة "سي إن إن" أن إسرائيل نفذت جزءًا من هجومها على أجهزة البيجر في لبنان التي استهدفت عناصر تابعة لـ"حزب الله"، من خلال إخفاء متفجرات داخل بطاريات أجهزة الاستدعاء التي تم إحضارها إلى لبنان، وذلك وفقًا لمسؤولين أمنيّين لبنانيّين رفيعي المستوى، قالا إنّ التكنولوجيا التي اعتمدتها إسرائيل متطورة للغاية لدرجة أنها غير قابلة للكشف تقريبًا.من جهتها، لم تعلق إسرائيل مباشرة على الهجمات، لكن شبكة "CNN" علمت أن الانفجارات كانت نتيجة لعملية مشتركة من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" والجيش الإسرائيلي. واعترف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ضمنيًا بدور بلاده في اليوم التالي بالهجوم على أجهزة البيجر، مشيدًا بـ"الإنجازات الممتازة، جنبًا إلى جنب مع الشاباك وجنبًا إلى جنب مع الموساد".طريقة متطورة جداوفي سياق متصل، أفاد مصدر أمني لبناني لشبكة "CNN"، أنّ الطريقة التي تم بها إخفاء المواد المتفجرة داخل بطاريات أجهزة الاستدعاء كانت متطورة لدرجة أنه لم يتم اكتشافها، ولم توضح المصادر عن نوع الفحوصات التي خضعت لها العبوات قبل دخولها إلى لبنان.كما قال مصدر أمني لبناني رفيع المستوى إنه "تم فحص جهاز من أجهزة الاستدعاء المخترقة"، وإن "المادة المتفجرة كانت مربوطة داخل بطارية الليثيوم في جهاز الاستدعاء وغير قابلة للكشف تقريبًا"، مضيفا أن الأجهزة الأمنية اللبنانية لم يسبق لها أن رأت شيئا مماثلا كهذا من قبل.وبحسب المصادر الأمنية اللبنانية، يتكون الجهاز المتفجر من 5 مكونات رئيسية: مصدر طاقة.مصدر محرك.مصدر مفجر.شحنة متفجرة.حافظة لوضع كل شيء فيها. وفي هذا الشأن، قال الضابط السابق بالجيش البريطاني وخبير التخلص من الذخائر المتفجرة شون مورهاوس، إنه "كانت هناك حاجة فقط إلى مفجر وشحنة متفجرة لتفجير أجهزة الاستدعاء التي تحتوي بالفعل على المكونات الثلاثة الأخرى".وأضاف مورهاوس: "كان لا بد من القيام بذلك بهذه الطريقة حتى تجعل التفجير غير مرئي"، مضيفًا أن "إحدى طرق القيام بذلك كان من الممكن أن تكون تعديل البطارية نفسها، وزرع مفجر إلكتروني وشحنة متفجرة صغيرة داخل غلافها المعدني، مما يجعل من المستحيل اكتشافه بالتصوير، على سبيل المثال من خلال الأشعة السينية".كيانات أجنبيةوأفاد خبراء آخرون راجعوا لقطات من الانفجارات التي وقعت في لبنان، أنّ العبوات الناسفة كانت مخبأة على ما يبدو في أجهزة الاستدعاء، مما يشير إلى هجوم متطور على سلسلة التوريد قد يكون شارك فيه طرف حكومي أجنبي.ويتوافق ذلك مع التقييمات الأولية التي أجرتها السلطات اللبنانية. حيث قالت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في رسالة بعثت بها إلى مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي، إن تحقيقا أوليا وجد أن أجهزة الاتصالات زرعت بالمتفجرات قبل وصولها إلى البلاد، وعبثت بها "كيانات أجنبية بطريقة احترافية".(المشهد)