استهدف هجوم ضخم شبكة القطارات السريعة في فرنسا، ما اعتُبر حدثا استثنائيا يأتي في وقت كانت باريس تستعد فيه لحفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024.وأجبر الحادث، السلطات على تحويل مسار بعض القطارات إلى الخطوط التقليدية بدلا من السريعة، وإلغاء عدد كبير منها. وجاء الهجوم في شكل حرائق متعمدة تم إضرامها بهدف الإضرار بمنشآت الخطوط السريعة وفق بيان لشركة السكك الحديد الفرنسية. بدورها، نشرت الشرطة الفرنسية 75 ألف عنصر من الشرطة وحرّاس الأمن في كافة الأماكن التي يشتبه باستهدافها وأعلن رئيس مجلس إدارة شركة SNCF أن الهجوم الضخم يؤثر على 800 ألف راكب الذين سيتضررون لتغيير مخططاتهم نهاية الأسبوع لأن السكك ستحتاج ليومين كاملين لإصلاحها. تخطيط مُسبق وفي هذا السياق، قالت المستشارة الدولية في شؤون الإرهاب آن غيدوتشيللي حول من يقف وراء الأعمال التخريبية التي شهدتها باريس مؤخرا قبل انطلاق حفل الأولمبياد، إن لا أحد يعرف من المسؤول عنها حتى هذه اللحظة. وأضافت أن ما جرى، هي أحداث تم التخطيط لها مسبقا.وأوضحت أن الفكرة البارزة حتى الآن، هي أن هناك رغبة لاستهداف شبكات القطارات السريعة، ولكن منفّذي هذه الهجمات ليسوا معروفين حتى الآن. واتخذت فرنسا إجراءات أمنية مشددة قبل افتتاح الأولمبياد، وهو ما علّقت عليه غيدوتشيللي في حديثها لـ"المشهد" قائلة إن المحققين يعملون في الظّل حاليا، مبينة أن الحادث لم يؤثر بشكل مباشر على حفل الافتتاح ولم يُلق بظلاله على الجماهير التي جاءت لحضور الحفل في مكان مكشوف ومحميّ بشكل كبير. ولفتت إلى أن الحادث أثّر على مستخدمي القطارات، في حين شكّل الحادث أثرا نفسيا على الفرنسيين لأنه كان هناك لحظات خشية وخوف مما يمكن أن يحصل لاحقا.هل لروسيا علاقة بالحادث؟وإن كانت عمليات التخريب في حفل الافتتاح، لم تكن مفاجئة للسلطات الفرنسية التي توقعت سابقاً بأنه سيكون هناك عمليات من هذا النوع ووجّهت آنذاك أصابع الاتهام إلى موسكو، قالت غيدوتشيللي إن هناك فرضيات عدة يمكن تفسير الأحداث التي حصلت بها قبل الوصول إلى الحقائق التي تؤكد ما جرى. وأضافت أن هنالك فرضيات عدة متعلقة بالمسؤولين، وهناك أيضا إشاعة أو تقارير عن مواطن روسي، ولكن ليست روسيا أو دولة أجنبية هي المسؤولة الوحيدة عن أعمال مماثلة. وأوضحت غيدوتشيللي أن البيئة السياسية الحالية في فرنسا "متوترة"، كما أن هناك مجموعات راديكالية من اليسار المتطرف الذي ارتكب مثل هذه الهجمات في السابق، وربما لديه رغبة في إلحاق الضرر ليس فقط بالألعاب الأولمبية، وإنما أيضا للحكومة التي لا تزال في السلطة. أين يقف "داعش"؟وفي السابق، أطلق تنظيم "داعش خرسان" تهديدات باستهداف التجمعات الكبيرة في باريس، حيث قالت الخبيرة الأمنية إنه يجب ملاحظة أن في الساحة التي نجد بها "داعش" هناك علاقات مع اليسار المتطرف الراديكالي. وأشارت إلى تكهنات بأن "داعش خراسان" ربما يكون مسؤولا عمّا جرى، بسبب حقيقة سياسية عنيفة وهي خلق علاقات مع اليسار ودفعهم نحو هكذا هجمات. وأكدت أن هذا يبقى تكهنا، لأنها لا تملك أدلة لتأكيد هذه العلاقة.(المشهد)