يبدو أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة آخذة بالتدهور، وسط الحصار المستمر على مناطق عديدة من القطاع. ويبدو أن القطاع الصحي المزري ينذر بمأساة كارثية تلوح في الأفق وقد تؤدي إلى شلل تام في هذا القطاع، خصوصا في غياب المستلزمات الطبية وزيادة عدد الجرحى بشكل هائل.حصار مطبق ووضع كارثيوفي هذا الشأن، قال مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش، لقناة "المشهد": "الوضع كارثي في مستشفيات شمال قطاع غزة، خصوصا في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، هناك حصار مطبق على المستشفيات، الاحتلال يرتكب المجازر وبالأمس ارتكب مجزرة مروعة في مشروع بيت لاهيا وقصف جميع أماكن تجمع الأهالي، وسقط ما يقدر بـ80 شهيدا على الأقل".وتابع البرش قائلا: "المجازر التي ارتكبت في شمال غزة في الأسبوعين الأخيرين أودت بحياة 500 شهيد وهناك أكثر من 1500 مصاب، والإشكالية الأساسية هي أن المستشفات محاصرة والمحافظة محاصرة بشكل كامل، ولا يسمح لنا بإدخال الدواء والماء ولا حتى الغذاء، وما يقال على وسائل الإعلام أن الاحتلال يدخل المساعدات، نعم تتجه هذه المساعدات إلى غزة ولكن لا يسمح بإدخالها إلى محافظة الشمال".نقص حاد بالمستلزمات الطبيةوأضاف البرش قائلا: "هناك نقص حاد في الأدوية، ونحن نتحدث عن أكثر من 15 يوما لم نستطع خلالها إدخال أي حبة دواء إلى هذه المستشفيات وإلى غرف العمليات، بالإضافة إلى نقص ضخم في الكوادر الصحية، إذ لا توجد عناية مركزة في محافظة الشمال نتيجة لغياب هذه الكوادر، بالتالي أي إصابة في الرأس قد يتعرض لها أي مواطن سيموت مباشرة، ولا يوجد علاج للحالات الخطرة".وأردف البرش بالقول: "قبل يومين مات مواطنين في المستشفى الإندونيسي في العناية المركزة بسبب استهداف المولدات الكهربائية التابعة للمستشفى، مما أدى إلى انقطاع الأكسجين في العناية المركزة وتم دفن الشهيدين داخل أروقة المستشفى لأن الدبابات الإسرائيلية تحيط بالمكان". وختم قائلا: "الكادر الصحي الطبي بكل مكوناته يعمل ليلا نهارا للتعامل مع عدد الإصابات الهائل بكل قوة وإنسانية، وبعض الأطباء المتواجدين في غزة لم يغادروا غرفة العمليات منذ سنة كاملة، كالدكتور بكر أبو صفية مدير مستشفى العودة الذي يستقبل الحالات والذي لم يغادر غرفة العمليات منذ بداية الحرب، وكذلك الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، والدكتور مروان السلطان، الكثير من الأطباء لم يغادروا المستشفيات في غزة وهي مبيتهم ويشاركون الناس آلامهم، والمشاهد في شمال غزة هي حرفيا مشاهد إبادة".(المشهد)