يواجه رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو الأطول خدمة والأكثر ذكاءً سياسيًا، ما لا يمكن وصفه إلّا بأنه عام صعب.ويظهر الرجل الذي بدت عليه علامات النحافة، وقد استقرت الهالات السوداء حول عينيه، وبات يرتدي في الغالب قمصانًا وسراويل سوداء بدلًا من بدلة وربطة عنق، في حين يواجه مطالب بالاستقالة، وفق ما جاء في وكالة "بلومبرغ" الأميركية. ويترأس نتانياهو أكثر حكومة يمينية ودينية في تاريخ إسرائيل، في الوقت الذي يتجاهل فيه القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى أنه يُحاكَم بتهمة الرشوة والاحتيال. وفي 7 أكتوبر، اقتحم الآلاف من مقاتلي "حماس" المدجّجين بالسلاح، الحدود من غزة، وقتلوا واختطفوا الآلاف من الإسرائيليّين. وفي ذلك اليوم، تم سحق سمعة نتانياهو باعتباره سيد الأمن الإسرائيليّ في يوم واحد. بدأت إسرائيل هجومًا مضادًا في غزة، تحول إلى حرب وحشية، ما أدى إلى تعقيد العلاقات مع الولايات المتحدة وحلفاء رئيسيّين آخرين. قُتل خلال الحرب في غزة أكثر من 22 ألف فلسطيني، وفقًا للسلطات في القطاع، وأصبح ما يقرب من مليونَي شخص بلا مأوى. واندلعت التوترات مع لبنان وسوريا، حيث تشعر الميليشيات المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة، بفرصة مواتية للانقضاض على إسرائيل.تصدّعات في وجه نتانياهووتراجعت نسبة تأييد نتانياهو، التي بدأت تتراجع قبل عام مع الإصلاح القضائي. وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مؤخرًا، إلى أنّ نحو 100 استطلاع أظهروا أنّ ائتلافه لن يتمكن من الفوز بأغلبية برلمانية في انتخابات جديدة. وجنبًا إلى جنب مع القضايا القانونية المرفوعة ضده، يُثبت ما يجري أنّ وقت نتانياهو قد انتهى، حيث سيتعين عليه اتّباع "سابقة" وضعتها غولدا مائير، التي استقالت من منصب رئيس الوزراء في عام 1974، بسبب فشل استخباراتيّ مماثل، فيما يقول آخرون إنّ تحالفه سيتصدع مع انتهاء الحرب. لكنّ البعض توصّل إلى نتيجة معاكسة، ومع علم نتانياهو بأنّ الانتخابات ستقضي على أغلبيته البالغة 64 عضوًا في الكنيست، المؤلف من 120 مقعدًا، فسوف يظل متمسكًا بحياته "العزيزة" عليه. لقد حلت الحرب محل السياسة، وطالما استمرت الحرب، فقد لا تتمكن البلاد من إجراء تصويت جديد. بعبارة أخرى، غيّرت "حماس" نظرة التاريخ لنتانياهو، وقد تتوافر له وسائل جديدة للتمسك بالسلطة.(ترجمات)