أصبحت حوادث الإصابات الجماعية الناجمة عن الهجوم العسكري الإسرائيلي في جنوب غزة أمراً طبيعياً، وفقاً لمدير التخطيط في وكالة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، سام روز.وكان المسؤول الأممي يتحدث بعد أن قصفت القوات الإسرائيلية مدرسة تابعة للوكالة في مخيم النصيرات مما أسفر عن مقتل 33 شخصا على الأقل، من بينهم 12 امرأة وطفلا. وأضاف روز: "عندما يعيش الجميع في ظروف مكتظة، قلنا دائمًا أنه سيكون من المحتم أن تقع حوادث مثل تلك التي وقعت بين عشية وضحاها بالمدرسة في النصيرات"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الغارديان" البريطانية. وقال المسؤول الذي عاد لتوه إلى لندن بعد قضاء 5 أسابيع في غزة: "كان هناك نحو 6000 شخص يحتمون في تلك المدرسة. هناك قواعد حرب ندعو جميع أطراف النزاع إلى الالتزام بها: حماية حرمة منشآتنا. هناك أيضًا مبادئ التمييز والتناسب". وتابع: "سيكون الناس قد لجأوا إلى فناء المدرسة في ظل ظروف يائسة ولن يكون هناك أي تحذير بحدوث هذه الضربة. حدث ذلك في منتصف الليل نحو الساعة الثانية صباحًا". وقال روز "رأينا ذلك مراراً وتكراراً، إلى الحد الذي أصبح فيه الأمر طبيعياً تقريباً. لذلك، يصبح حدوث هذه الأشياء أمرًا عاديًا تقريبًا. لقد قمنا بتطبيع الرعب". وقالت واشنطن إنها تتوقع من إسرائيل أن تتحلى بالشفافية الكاملة في نشر المعلومات المتعلقة بالضربة. وأكّد متحدث باسم البيت الأبيض: "أوضحنا أنه يجب على إسرائيل اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة وبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين". "خارج عن السيطرة"ووفقاً لروز، فإن حركة مليون شخص خلال 3 أسابيع، بينما يحاول المدنيون الهروب من القتال، كان لها "عواقب إنسانية وخيمة للغاية". ووصف الوضع في بعض أجزاء غزة بأنه "خارج عن السيطرة إلى حد كبير"، مضيفا "نحن نحاول إيصال المساعدات في منطقة حرب". وقال روز إنه فوجئ في زيارته الأخيرة "بالعدد الهائل من الأشخاص الذين يستخدمون عكازين وكراسي متحركة وأطرافهم مفقودة ومصابين بجروح".وتوقع أنه "سيكون هناك حساب نفسي في مرحلة ما"، مشيراً إلى أن بعض العائلات قد انتقلت ما يصل إلى 10 مرات منذ بدء الصراع بعد هجوم حماس لإسرائيل في 7 أكتوبر. وقال: "إن مطالبة الناس بالتكيّف بشكل متكرر مع واقع الحياة في غزة هو أمر لا ينبغي لأحد أن يتحمله". ولدى "الأونروا" نحو 300 مدرسة في غزة، لكن لم تقدم أي منها التعليم منذ 7 أكتوبر، وتحولت إلى حد كبير إلى مراكز للاجئين الفارين من القتال. وتجتذب المدارس اللاجئين لأنها تحتوي على ألواح شمسية ومحطات تحلية، مما يجعل من الممكن استخراج المزيد من المياه. وتشير التقديرات إلى أن 100 ألف شخص فقط بقوا في رفح من أصل 270 ألف نسمة قبل الحرب، في وقت ما كان هناك 1.4 مليون لاجئ في المنطقة. الأمور تسوء في غزةوفي وصفه لرحيل عشرات الآلاف من اللاجئين بين عشية وضحاها مع تزايد الهجوم الإسرائيلي على رفح، قال روز: "أولئك الذين جاءوا إلى رفح كلاجئين كانوا أول من غادروا، تليها العائلات التي عاشت في المدينة طوال حياتها. كنا نرى النساء والأطفال يجلسون على جانب الطريق وأمتعتهم مرتبة بجانبهم". وأضاف "كانوا يستأجرون شاحنة ويحضرون بقية أفراد الأسرة، لكننا رأينا الكثير من العائلات، ومعظمهم من النساء والأطفال، يجلسون على جانب الطريق في انتظار المساعدة". وقال روز إن حجم المساعدات التي تصل إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الوحيد المفتوح ما زال غير كاف على الإطلاق، مبينا أن إيصال المساعدات أصبح أكثر صعوبة بسبب القتال وأن قطاعات كبيرة من السكان لا تزال في حالة تنقّل. وأضاف أنه يبدو أن إسرائيل أعطت الأولوية للشاحنات التجارية لاستخدام المعبر، وهذا يعني تجميد الكثير من المساعدات الإنسانية في شكل أدوية. وتابع روز: "ما حدث في غزة هو أن الأمور أصبحت سيئة بشكل وسرعة لا تصدق، لذلك انتقل الناس من حالة مستقرة نسبيًا إلى المرحلة الخامسة من ظروف المجاعة في فترة قصيرة من الزمن".(ترجمات)