اتهم الشيخ صالح سعود، أحد مشايخ الطائفة العلوية في مدينة طرطوس الأطراف العسكرية بالإدارة السورية الجديدة بارتكاب "جرائم حرب" خلال العملية العسكرية الأخيرة في الساحل السوري. وأكد الشيخ سعود أن ما حدث يتجاوز الاشتباكات العسكرية، مشيرًا إلى استهداف مدنيين بشكل متعمد وممنهج.وقال الشيخ سعود في حديثه لـ"مشهد": "ما جرى في حق المدنيين في العملية العسكرية بالساحل السوري يصل إلى درجة جرائم الحرب"، مضيفًا أن "عائلات لم تشارك في الاشتباكات ولم تحمل سلاحًا تم استهدافها بشكل مباشر".وأضاف: "ما حدث في حق المدنيين لم يكن عشوائيًا، بل كان متعمدًا وممنهجًا"، دون أن يحدد الجهة التي يقصدها بالاتهام.تطورات الساحل السوريبدوره، كشف نور الدين البابا، العضو السابق في إدارة العمليات العسكرية من دمشق، عن تفاصيل جديدة حول الأحداث الأخيرة في الساحل السوري، متهمًا "عصابات إرهابية موالية لإيران" بالوقوف خلف الاضطرابات التي شهدتها المنطقة. وأكد البابا أن هذه الجماعات كانت تخطط لأعمال تخريبية، لكنها صُدمت برد فعل قوات الأمن السورية.وقال البابا في حديثه إلى "المشهد": "ما يجري في الساحل السوري هو عمل عصابات إرهابية موالية لإيران"، مضيفًا أن "هذه العصابات الإجرامية هاجمت النقاط الأمنية واعتدت على رجال الأمن، وكانت تعوّل على تدخل روسي لتحقيق أهدافها".وأشار البابا إلى أن الحكومة السورية أقرت بحدوث تجاوزات، وأن أحمد الشرع تعهد بتشكيل لجنة تقصّي حق للتحقيق في الأحداث. وأكد أن "الدولة السورية تواجه اليوم أزمات خلفها الطائفيون، ولا ينبغي تبني حلول على أسس طائفية".كما وجه البابا انتقادات لاذعة لسياسات النظام السابق، قائلًا: "العداوة الطائفية زرعها حافظ الأسد، ومن يتاجرون بالمظلومية لنهب المال العام". وأكد أن هذه السياسات كانت سببًا رئيسيًا في تعميق الانقسامات الطائفية التي تعاني منها البلاد اليوم.وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الأحد، عن بدء المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي تهدف إلى ملاحقة فلول نظام الأسد وضباطه في الأرياف والجبال بمنطقة الساحل السوري.وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد حسن عبد الغني: "في صباح اليوم التاسع من رمضان، وبعد استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل، بدأت قواتنا العسكرية والأجهزة الأمنية تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية". وأشارت الوكالة إلى اندلاع مواجهات عنيفة في محيط قرية "تعنيتا" بريف طرطوس، حيث لجأ إليها العديد من مجرمي الحرب التابعين للنظام المخلوع، بالإضافة إلى مجموعات من الفلول المسلحة التي توفر لهم الحماية.(المشهد )