تقود السلطات المغربية جملة واسعة في الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للبلاد، ضد محلات الشعوذة والسحر التي تشغلنها عرّافات (شوّافات)، وسط تعالي النداءات للتصدي لهذه الظاهرة المنتشرة بشكل مكثف في المناطق النائية والمدن الصغيرة. ووفقا لموقع هسبريس، تركّزت الحملة بشكل أساسي في محيط ضريح سيدي عبد الرحمانفي أعلى قمة صخرية بشاطئ عين الذئاب، والذي يقصده الزوار وخصوصاً للعلاج النساء.الشعوذة مشكلة اجتماعية ويأمل المغاربة في أن تسهم الحملة الأخيرة في تنشيط الحركة السياحية في المنطقة، وفي الوقت نفسه أن تنتقل الحملة إلى مدن ومناطق أخرى لمحاصرة هذه "المشكلة الاجتماعية"، التي جعلت الشعوذة والسحر متلازمة لشهرة المغرب على المستوى العربي وحتى العالمي. ويرى الباحث في الفكر الفلسفي، المغربي سعيد ناشيف، في حديثه مع "هسبريس" أن "تشديد الخناق أمنيا على الشعوذة أمر مطلوب لترتيب هذا الموضوع خارج التصورات القديمة"، مؤكّداً أن "السحر مشكلة فكرية ومفهومية، كانت لها تداعيات صحية خطيرة على العديد من المتضررين منها". وتضمّ الدار البيضاء الكبرى 73 ضريحاً.حملات سابقة طالت مسؤولينأسفرت تحقيقات أطلقتها السلطات المغربية في نهاية عام 2022 في ملف "السحر والشعوذة" عن إيقاف عدد من المسؤولين المحليين، وذلك على خلفية شكوى قدمتها سيدة اتّهمت فيها موظفا محليا باستغلالها في أعمال البحث عن الكنوز.وتشير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى "انتشار عصابات السحر التي تستهدف الأطفال"، داعية إلى "توفير حماية حقيقية من خلال فتح تحقيق عميق لضبط أفراد الشبكات الإجرامية المتورطة في مثل هذه الأفعال الشنيعة". ويرى الباحث في علم الاجتماع، زكرياء أكضيض، في تصريحات إلى الموقع الإخباري المغربي أن "المقاربة الأمنية للحد من الشعوذة ضرورية، ولكنها محدودة، لكون المعتقدات المرتبطة بالاطمئنان للسحر مستشرية داخل أعماق المجتمع المغربي". مشيراً إلى أن "تجفيف منابع هذه المعتقدات من الناحية الفكرية أمر ضروري أيضاً، لأن المعتقدات تشتغل خارج تقديرات العقلانية، والعقل لا قول له في هذا الموضوع".(المشهد)