ذكر تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" أن الإرهاق الذي أصاب الجيش الإسرائيلي رغم الإنجازات العسكرية الكبيرة ضد "حزب الله" كان الدافع الأساسي لنتانياهو لوقف الحرب في لبنان.وأشارت الصحيفة إلى أن أهداف نتانياهو الحربية ضد "حزب الله" كانت أكثر تواضعًا مقارنة بالنصر الكامل الذي سعى إليه ضد "حماس" في غزة. ورغم معارضة منتقدي الاتفاق بين لبنان وإسرائيل، بما في ذلك وزراء الحكومة اليمينيين المتطرفين ورؤساء بلديات شمال إسرائيل وشخصيات معارضة، قال نتانياهو إن أهدافه قد تحققت إلى حد كبير في لبنان، والمضي قدمًا في القتال قد يزيد من المخاطر."حزب الله" ليس "حماس" من جهته، قال مستشار الأمن القومي السابق لنتانياهو يعقوب عميدرور الذي يعمل الآن في مركز أبحاث جينسا بواشنطن: "علينا أن نقول بوضوح إن "حزب الله ليس حماس، ولا يمكننا تدميره بالكامل"، مضيفًا "لبنان كبير جدًا وحزب الله قوي جدًا".وقال عميدرور إن "اتفاق وقف إطلاق النار هذا ليس الحلم الذي كان لدى العديد من الإسرائيليين"، لكنه سلط الضوء على تضاؤل مخزونات الذخيرة الإسرائيلية والضغط المتزايد على جنود الاحتياط العسكريين الذين كانوا يقاتلون منذ شهور. وقال إن "إسرائيل لا تستطيع تحمل عام آخر من الحرب بنطاقها الحالي في الشمال". إلى ذلك، كرر المسؤولون الإسرائيليون باستمرار أن هدفهم الأساسي هو العودة الآمنة لعشرات الآلاف من سكان الشمال إلى منازلهم، والذين تم إجلاؤهم بعد أن بدأ "حزب الله" في إطلاق النار على إسرائيل في أعقاب هجوم "حماس" في 7 أكتوبر 2023.وفي السياق، قال مسؤولون إن عودة سكان الشمال إلى منازلهم سيتطلب إبعاد مقاتلي "حزب الله" من الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وتغيير "الواقع الأمني" على طول هذه الحدود. وبعد شهور من التبادلات المحدودة نسبيا لإطلاق النار عبر الحدود مع "حزب الله"، صعدت إسرائيل في سبتمبر الماضي هجومها على لبنان، حيث أطلقت آلاف المتفجرات وفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكي والبيجر في عملية سرية جريئة، وشنت موجات من الغارات الجوية في جميع أنحاء لبنان، وشرعت في دخول الجنوب اللبناني.وفي غضون أسابيع قليلة، قُتل معظم قادة "حزب الله"، بمن فيهم الأمين العام حسن نصر الله، ودُمر جزء كبير من ترسانة الصواريخ التابعة للحزب، ومنها الصواريخ الضخمة، وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عمق العاصمة بيروت، ودخلت القوات البرية جنوب لبنان.وقال الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية والذي يرأس الآن معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب تامير هايمان، إن "النجاح العسكري للحزب كان استثنائيًا"، مضيفًا أن الحملة البرية الإسرائيلية أسفرت عن تدمير منهجي لمواقع "حزب الله"، بما فيها مخابئ الأسلحة ومواقع إطلاق النار في المنطقة الحدودية، مما جعل من الآمن للسكان الإسرائيليين العودة إلى منازلهم والمضي في اتفاق وقف إطلاق النار".عودة ترامب وبحسب شخصين مطلعين على مداولات الحكومة الإسرائيلية، فإن السياسة الداخلية الأميركية لعبت دوراً حاسماً في توقيت الاتفاق ومضمونه.وقال أحد الأشخاص: "لم تكن الحرب لتستمر إلى الأبد. كان ترامب يريد إنهاءها، وكان نتانياهو مدركًا لذلك".وتمثل فترة تنفيذ وقف إطلاق النار الأولية التي تبلغ 60 يومًا جسرًا بين نهاية فترة الرئيس جو بايدن في منصبه وتنصيب الرئيس ترامب المؤيد بشدة لإسرائيل.وقال الشخص الثاني: "كان نتانياهو على علم بأنه بدون اتفاق، قد ترى إدارة بايدن تتخذ "خطوات غير شعبية" معينة ضد إسرائيل، بما في ذلك في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".إطلاق سجناءوعلى النقيض من "حزب الله"، فإن الاتفاق مع "حماس" قد يتطلب على الأرجح إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين ووضع نهاية للحلم القومي اليهودي المتطرف بإعادة توطين غزة، بحرب، بحسب الصحيفة.وقال آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي الأميركي الكبير السابق الذي يعمل الآن في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "نتانياهو قادر على إتمام هذه الصفقة للأسباب ذاتها التي تمنعه من إتمام صفقة حماس". وأضاف ميلر "في الواقع، بالنسبة للإستراتيجيين الإسرائيليين، ربما كان الجانب الأكثر أهمية في الاتفاق هو أن حزب الله، بموافقته على وقف القتال، قطع الرابط المباشر الذي أقامه مع حماس في بداية الحرب، عندما بدأ إطلاق النار تضامناً مع المجموعة المتمركزة في غزة وتعهد بالاستمرار حتى انتهاء القتال في القطاع". ويزعم المسؤولون الإسرائيليون المقربون من نتانياهو أن "حماس قد تكون أكثر ميلاً إلى الرضوخ لشروط إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق أكثر ملاءمة لوقف إطلاق النار مقابل الأسرى، وذلك في ظل غياب دعم حزب الله".(ترجمات)