تواجه روسيا صعوبات في الحفاظ على قاعدتيها العسكريتين في سوريا، اللتين مكّنتاها من تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط وإفريقيا، وفقًا لمصدر في موسكو مطّلع على الوضع، تحدث لوكالة "بلومبرغ".وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية الموضوع، أن المفاوضات مع الحكومة السورية الجديدة متعثرة. وأضاف أن النشاط الروسي في قاعدة حميميم الجوية قد تم تقليصه، كما اضطرت سفينتان روسيتان للبقاء في الانتظار لأسابيع قبل أن تسمح لهما السلطات السورية بالرسو في القاعدة البحرية في طرطوس لإزالة المعدات العسكرية.وفي محاولة لإيجاد حل، وصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين لشؤون الشرق الأوسط، إلى دمشق يوم الثلاثاء، في أول زيارة لوفد روسي منذ تغيير السلطة في سوريا، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية "تاس".كانت موسكو تأمل في إقناع "هيئة تحرير الشام"، الفصيل المنشق عن تنظيم القاعدة والذي قاد الإطاحة بحليف الكرملين، الرئيس بشار الأسد، بالسماح لها بالبقاء في القواعد. يُذكر أن روسيا ساعدت الأسد على الفرار إلى موسكو بعد انهيار نظامه. وتعتبر قاعدة طرطوس البحرية نقطة الارتكاز الوحيدة لروسيا في البحر الأبيض المتوسط، بينما تشكل قاعدة حميميم الجوية مركزًا رئيسيًا لدعم عملياتها في مناطق عدة بإفريقيا.إصرار روسياستخدمت روسيا هاتين القاعدتين لإحياء نفوذها في الشرق الأوسط على غرار ما كان عليه خلال الحرب الباردة. وفي حال فقدتهما، سيكون ذلك انتكاسة إستراتيجية كبيرة لها، خصوصا في ظل تصاعد المواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من هجوم أوكرانيا.ورفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، ووزارة الدفاع الروسية التعليق على الأمر. كما تعذر الحصول على تعليق من وزارة الخارجية السورية.وأظهرت بيانات تتبع السفن، التي جمعتها وكالة "بلومبرغ"، أن إحدى السفن الروسية، وهي "سبارتا 2"، غادرت منطقة ميناء طرطوس يوم الثلاثاء.يُذكر أن الرئيس بوتين أمر بالتدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015 لدعم الأسد، وهو ما ساهم في تغيير مسار الحرب لصالح النظام السوري ضد قوى المعارضة آنذاك. وفي عام 2017، حصلت روسيا على عقود استئجار لمدة 49 عامًا لكل من قاعدة طرطوس البحرية ومطار حميميم العسكري.تركيا تعارض بقاء روسيامن جانبها، تعارض تركيا، التي دعمت الفصائل المسلحة في الإطاحة بالأسد، استمرار الوجود العسكري الروسي في سوريا. وأكد مسؤولان تركيان رفيعا المستوى أن من غير المرجح أن تسمح السلطات السورية الجديدة لروسيا بالبقاء في القواعد، خاصة بعد استهداف الطائرات الحربية الروسية لقوات المعارضة خلال الحرب الأهلية.ورفضت وزارة الدفاع التركية التعليق على الأمر.وعرضت أنقرة تزويد الجيش السوري بالسلاح وتقديم التدريب له، خاصة بعد تدمير جزء كبير من قدراته العسكرية بسبب الهجمات الإسرائيلية منذ سقوط الأسد.تحركات أوروبيةفي تطور آخر، زار وزيرا الخارجية الألماني والفرنسي سوريا بعد رأس السنة الجديدة، في إطار جهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز العلاقات مع السلطات الجديدة وتقليص النفوذ الروسي في البلاد.كما توصل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مبدئي يوم الاثنين بشأن خارطة طريق لتخفيف العقوبات على سوريا تدريجيًا، وفقًا للمسؤولة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد، كايا كالاس.وذكرت "بلومبرغ" في وقت سابق هذا الشهر أن بعض دول مجموعة السبع وحلفاءها يدرسون طرقًا لمساعدة سوريا على تقليل اعتمادها على واردات النفط والمواد الغذائية الروسية. وفي هذا السياق، أرسلت أوكرانيا شحنة قمح إلى سوريا في ديسمبر الماضي، وتعهدت بإرسال المزيد خلال زيارة قام بها وزيرا الخارجية والزراعة الأوكرانيان.(ترجمات)