يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إعادة ترتيب لجنة اختيار القضاة بحيث يزداد نفوذ حكومته اليمينية المتشددة في التعيينات بالمحكمة العليا، وفقا لمسودة قانون نُشرت الأربعاء.ويسعى نتانياهو الذي أدى تحالفه القومي الديني اليمين الشهر الماضي إلى إصلاحات قضائية أثارت القلق في إسرائيل وخارجها على سلامة الديمقراطية، في الوقت الذي يقول فيه إنه سيحافظ على استقلال القضاء.وتتألف لجنة اختيار القضاة حاليا من 3 قضاة من المحكمة العليا ووزيرين وعضوين في الكنيست ومحاميين اثنين. وتعيين أحد القضاة يتطلب موافقة 7 أصوات على الأقل من الأصوات الـ9، في أغلبية يراد بها التشجيع على التوافق.وبموجب مشروع القانون الذي صاغه وزير العدل ياريف ليفين، ستتوسع اللجنة لتضم 11 عضوا يكون بمقدورهم الموافقة على التعيينات بأغلبية 6 أصوات فحسب.ومع وجود 7 أعضاء يتصورهم ليفين كمؤيدين للحكومة أو تقدمهم هي، من المحتمل أن يضمن نتانياهو وحلفاؤه أغلبية تلقائية.انتهاك حقوق الأقلياتويشكك منتقدون في أن مشروع القانون هو محاولة من نتانياهو أو شركائه في الائتلاف الديني القومي لتمهيد الطريق لقوانين قد تنتهك حقوق الليبراليين العلمانيين والأقليات.وغرد زعيم المعارضة يائير لابيد على تويتر الأحد الماضي، بعد تسرب تفاصيل عن مبادرة ليفين إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، قائلا: "هذا ليس إصلاحا قانونيا. إنه تغيير جذري للنظام". من جهته، قال نتانياهو في تصريحات بثها التلفزيون الأربعاء: "أدعو إلى تهدئة الخطاب العام.. جوهر الديمقراطية، بخلاف الفصل بين السلطات وحكم الأغلبية بالطبع، هو احترام الحقوق المدنية".وبموجب مشروع القانون، يزيد عدد أعضاء الكنيست في اللجنة إلى 3 على أن يكون اثنان منهم من الائتلاف الحاكم، ويزيد عدد الوزراء المشاركين في اللجنة إلى 3. ويحل محل المحاميين اثنان من "الشخصيات العامة" يختارهما وزير العدل، أحدهما محام فحسب.ويعزز تشريع ليفين السيطرة على المحكمة العليا من خلال اشتراط صدور حكم بالإجماع لإلغاء القوانين الأساسية التي يقرها الكنيست، والتي تقوم مقام الدستور في إسرائيل.ويتخلص مشروع القانون أيضا من "المعقولية" كمعيار لمراجعة أحكام المحكمة العليا ضد سلطات الحكومة.وحاليا، يتطلب إقالة قاض موافقة أغلبية سبعة أصوات من الأصوات التسعة في لجنة اختيار القضاة. وفي اللجنة الموسعة المكونة من 11 عضوا التي يريدها ليفين، سيتطلب ذلك موافقة تسعة أصوات على الأقل.(رويترز)