ماهر الأسد يعود من جديد لقيادة فلول الجيش السوري، معلومات متضاربة انتشرت كالنار في الهشيم خلال الساعات القليلة الماضية، لتعيد إلى الواجهة السؤال الأبرز "أين يختبئ شقيق الرئيس السوري السابق وما حقيقة وجوده في جبال قنديل شمال شرقي العراق؟". قبل أيام قليلة، غزت شائعات كثيرة وسائل التواصل الاجتماعي، تفيد بعودة قائد الفرقة الرابعة سابقًا ماهر الأسد إلى الساحة السورية، برفقة مجموعات كبيرة من عناصر النظام السابق، ليبدأ الهجوم على حواجز الأمن العام بمساعدة روسية. تفاعلًا مع ذلك، بدأت إدارة العمليات العسكرية حملة تمشيط واسعة في ريف محافظة اللاذقية، للبحث عن عناصر متخفية في الجبال وقرى الساحل السوري، بمشاركة مروحيات عسكرية.عودة ماهر الأسدمن جانبها، قالت وسائل إعلام محلية وعربية، إن ماهر الأسد يستقر اليوم في منطقة جبال قنديل شمال شرقي العراق، في رواية تتماشى مع ما كشفته شقيقة زوجته، مجد الجدعان. ونقلت المصادر المطلعة نفسها، أن ماهر الأسد يعقد اجتماعات مكثفة مع ضباط من الحرس الثوري الإيراني ومع "حزب الله" اللبناني في تلك المنطقة، مبرزة أن مدير الأمن القومي السوري السابق علي مملوك، قد يكون يصاحبه في تلك الاجتماعات أيضًا.يأتي ذلك في وقت تتشبث فيه السلطة العراقية بروايتها بشأن مكان شقيق الرئيس السوري السابق، حيث أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن ماهر الأسد لم يدخل العراق بعد سقوط النظام، خلافًا لكل ما أشيع ولما أوردته التقارير الإعلامية.مكان اختباء ماهر الأسدوفي هذا الشأن، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد أحمد رحال للإعلامي رامي شوشاني في برنامج "المشهد الليلة" على قناة ومنصة "المشهد": "من الطبيعي أن إشاعة عودة ماهر الأسد التي نشرها اثنان من الإعلاميين أو أبواق النظام السابق، كانت الغاية منها إثارة البلبلة ولكنها دون شك تسببت بضرر كبير، الإيجابي كان موقف الطائفة العلوية، التي ترفض عودة ماهر الأسد أو بشار الأسد بشكل قطعي".وتابع قائلًا: "هذه الشائعة وعلى الرغم من البلبلة التي سببتها، إلا أنها كشفت ناحية ضعف يفترض الانتباه لها، وهي خطورة المنافذ البحرية والساحل السوري، بالتالي، يُفترض أن تكون هناك حراسة بحرية لاحتمال وقوع مثل هذه السيناريوهات في المستقبل، كما أنها كشفت الكثير من "الرماديين"، الذين قالوا إنهم مع الثورة وأنهم ضد نظام الأسد، ولكن بلحظات قليلة، تغيرت بروفيلات الكثير منهم ووضعوا علم الأسد وخرجوا وأطلقوا النار في الهواء".وأضاف: "موضوع إعادة الأمن والاستقرار هي أكثر نقطة تركز عليها حاليًا إدارة العمليات العسكرية، واليوم لدينا مهام كثيرة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد وأهمها المنطقة الساحلية، بالتالي لا يمكن لإدارة العمليات العسكرية نشر تلك الشائعة، والذين أطلقوا هذه الأخبار معروفون بالاسم".وعن وجود ماهر الأسد في جبال قنديل شمال شرقي العراق، قال رحال: "انتشرت شائعات كثيرة في موضوع ماهر الأسد باعتبار أنه لم يخرج مع بشار الأسد إلى موسكو، ومن أن بشار الأسد غادر دون أي تنسيق مع شقيقه، وفيما بعد قيل إنه موجود في جبال قنديل وأنه هرب إلى لبنان، وفي مرحلة لاحقة قيل إنه نُقل على طائرة خاصة إلى موسكو، بكل الأحوال، على كل من ينشر هذه الأخبار، أن يعلم ويدرك أن الشعب السوري كشف حقيقة هذا النظام نتيجة كل ما شاهدناه من زلازل في المعتقلات وفي كل المناطق السورية التابعة لنظام الأسد، ولم يعد مقبولًا وجود لا ماهر ولا بشار الأسد".وختم قائلًا: "ليس مستبعدًا نهائيًا أن يكون هناك تنسيق ما بين "حزب الله" اللبناني و"حزب الله" في العراق والحرس الثوري والإيراني، وأن تكون هناك عصابات في جبال قنديل بالتنسيق مع الأسد، للقيام بأعمال إخلال بالأمن في سوريا".(المشهد)