وقع أكثر من 1,600 من قدامى المحاربين الإسرائيليين في ألوية المظليين والمشاة على رسالة تطالب بعودة جميع الأسرى، حتى وإن كان ذلك على حساب وقف الحرب الجارية في غزة.وتنضم هذه الرسالة إلى قائمة من الرسائل المماثلة قدمها أطباء وأعضاء سابقين في وحدة 8200 ومسؤولين سابقين في الموساد وأفراد في سلاح الجو الإسرائيلي، وفقا لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".وجاء في الرسالة: "نحن، الجنود والقادة في ألوية المظليين والمشاة، الذين تحمل رايتنا عبارة 'لن نترك أي جندي خلفنا'، نطالب بعودة الأسرى، حتى وإن كان ذلك يعني وقف الأعمال القتالية. وهذه دعوة لإنقاذ الأرواح".وقف الحربوتعالت الأصوات في إسرائيل خلال الأيام الماضية بضرورة وقف الحرب على غزة، واستعادة الأسرى المحتجزين هناك، وذلك بعد أن استأنفت تل أبيب عملياتها العسكرية في منتصف مارس الماضي، ورفضت الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية بعد هدنة استمرت لمدة شهرين.وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير لها، إنّ سلاح الجو الإسرائيلي يهدّد بفصل 970 طياراً ما لم يسحبوا رسالة طالبوا فيها بوقف الحرب في غزة كونها "تخدم مصالح سياسية وليس أمنية".وأشارت الصحيفة إلى أنّ "970 من أفراد طاقم الطائرات بسلاح الجو الإسرائيلي وقعوا على رسالة تعارض الحرب ولكنها لا تدعو إلى رفض الخدمة".وردًّا على ذلك أجرى كبار القادة في سلاح الجو مكالمات هاتفية شخصية مع أفراد خدمة الاحتياط في السلاح، الذين وقعوا على الرسالة الجديدة ضد استمرار القتال في قطاع غزة. وأبلغ القادة عناصر الاحتياط بسلاح الجو بأنهم إذا لم يسحبوا توقيعاتهم، فسوف يتم فصلهم من الخدمة، وفق الصحيفة.وعقب التهديد، سحب 25 عنصراً توقيعاتهم على الرسالة، وطلب 8 جدد إضافة توقيعاتهم بسبب التهديد بالفصل الفوري من الخدمة.شرخ كبيروعكَس قرار رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي، إيال زامير، بفصل جنود الاحتياط الذين دعوا إلى إنهاء الحرب في غزة، أزمةً وشرخًا كبيرين في المجتمع الإسرائيلي على المستوى السياسي والعسكري.وبحسب افتتاحية صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فإنّ الجيش الإسرائيلي لطالما اعتُبر المؤسسة الوحيدة التي ظلّت بمنأًى عن الانقسامات السياسية والاجتماعية، مشيرةً إلى أنه "في ظل التهديدات المستمرة من دول معادية تحيط بإسرائيل، فلا يمكن للقيادة في تل أبيب أن تتحمّل تشرذمًا داخل صفوف جيشها".وذكّرت الصحيفة أنه خلال الأعوام الأخيرة، وتحديدًا مع اندلاع الجدل حول خطة الإصلاح القضائي في 2022 و2023، بدأت بوادر الانقسام تتسلل إلى المؤسسة العسكرية، حيث خرج جنود الاحتياط للاحتجاج على تلك الخطط. ولكن وعلى الرغم من حساسية الوضع، أبدى كل من رئيس الأركان السابق، الجنرال هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع السابق، يوآف غالانت، تفهّمًا لموقف أولئك الجنود بشرط ألا يتخلفوا عن الخدمة حين تتم دعوتهم. وبالفعل لم يتم فصل سوى عدد محدود من الجنود، فقط الذين رفضوا بشكل قاطع الالتحاق بالخدمة.واعتبرت الصحيفة أنّ قيادة الجيش الإسرائيلي بدأت تشهد تحوّلًا في التعامل مع مواقف جنود الاحتياط، تحت إدارة رئيس الأركان الجديد إيال زامير. ففي قرار أثار جدلًا واسعًا، فصل زامير عددًا من جنود الاحتياط في سلاح الجو ممن وقّعوا على رسالة مفتوحة نُشرت الخميس الفائت في صحف عبرية عدة، ووقّع عليها قرابة 1,000 من جنود الاحتياط الحاليين والمتقاعدين في سلاح الجو.(د ب أ)