يقارن مراقبون سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاستحواذ على غرينلاند، بضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في العام 2014، بحسب تقرير لصحيفة "نيوزويك". وفي التفاصيل، فقد أجرى هذه المقارنة كلاوس ماتيسين، المحاضر في أكاديمية الدفاع الدنماركية والملحق العسكري السابق في أوكرانيا. ضمّ غرينلاندإلى ذلك، واجهت تصريحات ترامب المتكررة حول رغبة أميركا في ضم غرينلاند انتقادات واسعة. وعلى الرغم من الرفض الواضح من رئيس وزراء غرينلاند، الذي يصر على أنّ جزيرة القطب الشمالي ليست معروضة للبيع، يواصل ترامب دفع القضية إلى الأمام.وقال ماتيسين، المحاضر في مدرسة لغة الدفاع الدنماركية في أكاديمية الدفاع الدنماركية يوم أمس الاثنين، إنّ ما يحدث في غرينلاند الآن، يذكّرنا بالوقت الذي سبق في ضم شبه جزيرة القرم قبل 11 عامًا.نقطة سجالولا تزال شبه جزيرة القرم نقطة سجال رئيسية في الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، حيث استولى بوتين على شبه جزيرة البحر الأسود، في خطوة أُدينت على نطاق واسع دوليًا واعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية.وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمواجهة هذا الضم، وأصرّ على ضرورة إعادة شبه الجزيرة إلى السيطرة الأوكرانية، كشرط حاسم لأيّ اتفاق سلام دائم.وقال ماتيسين، الملحق الدفاعي في أوكرانيا من العام 1999 إلى العام 2007، في منشور على منصة "إكس": "سيأتي السياسيون الأميركيون بأعداد كبيرة وسيعملون على أن تكون غرينلاند أميركية".وجدّد ترامب اهتمامه باستحواذ الولايات المتحدة على غرينلاند، وهي جزيرة شبه مستقلة، جزء من الدنمارك وموطن لقاعدة قوة الفضاء الأميركية.شبه جزيرة القرموفي حديثه في مؤتمر صحفي في 7 يناير الماضي، قال ترامب إنّ الولايات المتحدة بحاجة إلى الجزيرة الشاسعة الغنية بالموارد، "لأغراض الأمن القومي". والجزيرة القطبية الشمالية، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 56000 نسمة، لها قيمة جيوسياسية كبيرة بسبب موقعها الإستراتيجي ومواردها الطبيعية الوفيرة. وأعلن ترامب أنه سيغتنم موارد البلاد "بطريقة أو بأخرى"، في خطابه المشترك أمام الكونغرس في 4 مارس.وقبل ضم شبه جزيرة القرم، سلّط بوتين الضوء على الأهمية الإستراتيجية والعسكرية لشبه الجزيرة، وقال إنّ المنطقة مرتبطة تاريخيًا بروسيا. وفي خطابه أمام الجمعية الفيدرالية في 18 مارس من العام 2014، وهو اليوم الذي قطع فيه شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا، وصف بوتني مدينتها الساحلية سيفاستوبول بأنها "أسطورية" ولها "تاريخ بارز"، ووصفها بأنها "مسقط رأس أسطول البحر الأسود الروسي".غرينلاند ملك لغرينلاندمن جهتها، قالت رئيس الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن، إنّ "غرينلاند ملك لغرينلاند"، مضيفة أنّ استخدام أراضي الجزيرة كان "من شأن غرينلاند". وأردفت بالقول: "غرينلاند لنا. نحن لسنا للبيع ولن نكون معروضين للبيع أبدًا". وقال إيجيدي لرويترز في ديسمبر الماضي: "ينبغي ألا نفقد كفاحنا الطويل من أجل الحرية".وقال أندرياس أوملاند، المحلل في مركز ستوكهولم لدراسات أوروبا الشرقية على "إكس": "ما يحصل يذكرني بروايات المعتدين لتبرير العديد من التدخلات العسكرية والاحتلالات وعمليات الضم الأخرى في تاريخ العالم".بدوره، قال البيت الأبيض إنّ أوشا فانس، زوجة نائب الرئيس جي دي فانس، ستسافر إلى غرينلاند يوم الخميس المقبل مع ابنها ووفد أميركي. وانتقد إيجيدي هذه الخطوة ووصفها بأنها "عدوانية للغاية".(ترجمات)