دخلت الحرب الإسرائيلية على "حماس" في قطاع غزة، شهرها السادس، الأسبوع الماضي.وبينما قام الجيش الإسرائيليّ بتقليص عملياته هناك بشكل كبير، لا تزال قوات داخل القطاع تعمل ضد الحركة، بعد أن شنت هجومًا مفاجئًا ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست".وفي الوقت نفسه، تشتعل الحدود الشمالية لإسرائيل أيضًا، مع استمرار التوتر، حيث تبادل لإطلاق النار بين جماعة "حزب الله" والجيش الإسرائيلي. وفي كل من شمال وجنوب البلاد، لم يعد بعد عشرات الآلاف من السكان الذين تم إجلاؤهم في بداية الحرب، ما أدى إلى تقليص حجم البلاد وإنشاء مناطق عازلة داخلها. واندلعت الحرب بعد عام مضطرب في إسرائيل أثارت فيه محاولة الحكومة إصلاح السلطة القضائية، حركة احتجاجية واسعة النطاق. نتانياهو وسط الاضطراباتيقود إسرائيل خلال هذه الفترة المضطربة رئيس وزرائها الأطول خدمة، بنيامين نتانياهو. وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الجمعة، لخّص العنوان الرئيسيّ أعوام نتانياهو الأخيرة في السلطة. وجاء فيه: "إرث نتانياهو، فشل بعد فشل، وكارثة بعد كارثة". انخفض التأييد لرئيس الوزراء الإسرائيليّ منذ بداية الحرب، فيما احتج آلاف الإسرائيليّين السبت في تل أبيب، مطالبين بإجراء انتخابات جديدة. إحدى القضايا الأكثر إثارة للخلاف هي الإعفاء الشامل الممنوح لليهود المتشددين من الخدمة الإجبارية، ومع اقتراب الموعد النهائيّ لإقرار قانون يُمدد الإعفاء، يحتدم الجدل في إسرائيل. وقد يؤدي الموعد النهائيّ الوشيك إلى صدع كبير داخل ائتلاف نتانياهو، الذي يمثّل كبار أعضائه ممثلي الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة. وما يثير قلق نتانياهو وحكومته أيضًا نشر تقرير الأسبوع الماضي حول كارثة جبل ميرون التي قُتل فيها 45 حاجًا في تدافع عام 2021. دور في تقوية "حماس" قاد نتانياهو إسرائيل معظم الفترة منذ سيطرة "حماس" على قطاع غزة. خلال تلك الفترة، لعب دورًا رئيسيًا في تقوية "حماس"، ما سمح بدخول المساعدات والأموال المستمرة إلى غزة، والتي كانت موجهة إلى حدّ كبير نحو القدرات العسكرية للحركة، وبالتالي المساعدة في تعزيز قبضتها على قطاع غزة. وأدت هذه السياسة إلى إدامة الانقسام الفلسطينيّ الداخليّ بين "حماس" في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. ونُقل عن نتانياهو قوله إنّ إبقاء "حماس" بالسلطة في غزة، سيمنع في نهاية المطاف إقامة دولة فلسطينية، وهو حجر الزاوية في سياسته تجاه الصراع الإسرائيليّ -الفلسطيني. وبحسب المحلل السياسيّ البروفيسور أبراهام ديسكين، هناك جمود يُعتقد أنه مؤقت. وأضاف: "هناك تضارب في المصالح والمواقف، ومحدودية في السلطة، والكثير من الضغوط". وعن تجنب نتانياهو اتخاذ القرارات الكبرى، قال ديسكين: "إنه متناقض للغاية، وحذر للغاية، وربما محسوب أكثر من اللازم، لكنه في الوقت نفسه متشدد للغاية". حسابات إسرائيلية خاطئة على رأس أجندة إسرائيل هناك حربها المستمرة في غزة، والعملية البرية الوشيكة في مدينة رفح بجنوب غزة، ومصير الأسرى الإسرائيليّين الـ134، الذين ما زالوا محتجزين هناك. وفي بداية هذا العام، دخل الجيش ما وصفه بالمرحلة الثالثة من الحرب التي ستشهد المزيد من الضربات الجراحية والعمليات الدقيقة، التي تهدف إلى إطلاق سراح الرهائن وقتل أو أسر كبار قادة "حماس". وقال رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، الدكتور مايكل ميلشتاين: "من الآمن أن نقول إنّ المرحلة الثالثة قد فشلت". وبحسب ميلستين، فإنّ غزة مقسّمة الآن إلى مناطق خاضعة لسيطرة "حماس" ومناطق تسودها الفوضى. وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية مكثفة لحل قضية النازحين والأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، قبل العمل في رفح.وفي مقابلة مع شبكة "إم إس إن بي سي" السبت، قال الرئيس الأميركيّ جو بايدن، إنّ العملية في رفح هي "خط أحمر". ضغوط أميركية يحاول البيت الأبيض بطرق عدة الضغط على نتانياهو. ويُعتبر نتانياهو متمردًا سياسيًا، وقد تم تكريم مسيرته السياسية عدة مرات خلال الفترة الطويلة التي قضاها في منصبه. وقال هيرمان: "كرسي نتانياهو يهتزّ كما لم يحدث من قبل، لكنني لست متأكدًا من أنه سيسقط". وتكافح إسرائيل للحفاظ على الدعم الدوليّ لحربها ضد "حماس"، وهي على وشك اتخاذ قرارات حاسمة. وقال ديسكين: "بالإضافة إلى اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بشحنات الأسلحة والدعم الدولي، فإنّ ذلك يجعل من الصعب للغاية اتخاذ قرار". ولا يزال التأييد في إسرائيل للحرب، بما في ذلك الردّ الأقوى ضد "حزب الله"، والذي يمكن أن يؤدي إلى صراع أوسع نطاقًا، مرتفعًا.(ترجمات)