كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن سحب إيران لكبار قادة الحرس الثوري من سوريا قبل أيام من شن الولايات المتحدة ضربات ضد أهداف مرتبطة بطهران في سوريا "لمنع تعرض قوات النخبة لمزيد من الخسائر".وقالت الصحيفة إن طهران اتّخذت القرار بعد أن ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن، باللوم على الميليشيات الموالية لإيران في مقتل 3 جنود أميركيين في قاعدة على الحدود الأردنية السورية من جراء هجوم بمسيّرة، وتعهد بالرد.تغيير تكتيكي إيرانيوقال مسؤول إيراني إن ضباط الحرس الثوري كانوا قد غادروا سوريا بحلول الوقت الذي شنت فيه واشنطن ضربات جوية بعد 5 أيام، مضيفين أن ذلك كان علامة على عدم رغبة طهران في الانجرار إلى صراع مباشر مع الولايات المتحدة.وأعلنت الولايات المتحدة أنها استهدفت بشكل مباشر منشآت الحرس الثوري في سوريا للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل و"حماس" في أكتوبر ، في أكبر رد عسكري للولايات المتحدة على الهجمات التي شنها مسلحون مدعومون من إيران على قواتها في الأشهر 4 الماضية. وقال المسؤول الإيراني إن قرار سحب القادة يعكس "تغييرا في التكتيكات"، حيث قُتل 9 ضباط من الحرس الثوري بالفعل في غارات إسرائيلية منذ أكتوبر. وأضاف أن طهران حريصة أيضاً على تهدئة التوترات بينما تستعد لإجراء انتخابات برلمانية مهمة في الأول من مارس.ولم يقدم المسؤولون الأميركيون تفاصيل محددة عن الخسائر البشرية بعد أن شنّت ضرباتها الانتقامية، لكنهم استبعدوا مقتل إيرانيين في الهجوم. وقال الجيش الأميركي إنه ضرب 85 هدفا في 7 منشآت في سوريا والعراق مرتبطة بالحرس الثوري. وقالت الحكومتان العراقية والسورية إن عشرات الأشخاص قتلوا في الضربات، بينهم مدنيون.هجمات المجموعات التابعة لإيران تصاعدت في المنطقةوشنت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق وسوريا أكثر من 160 هجوما صاروخيا وطائرات بدون طيار على القوات الأميركية في المنطقة، في حين تبادل "حزب الله" إطلاق النار بشكل شبه يومي مع القوات الإسرائيلية عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية. كما استهدف "الحوثيون" في اليمن السفن التجارية والسفن البحرية الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن. إسرائيل أيضاً شنّت عدة غارات جوية ضد الحرس الثوري والمسلحين المدعومين من إيران في سوريا، واغتالت أحد قادة "حماس" وأعضاء آخرين في الجماعة الفلسطينية في بيروت. ونادرا ما تؤكد إسرائيل أو تنفي مثل هذه الضربات، لكنها كثّفت هجماتها في سوريا منذ اندلاع الحرب مع "حماس". وشنت إيران هجوما صاروخيا الشهر الماضي على ما وصفته بـ"مركز تجسس" إسرائيلي في أربيل بشمال العراق ردا على على الضربات الإسرائيلية على ما يبدو. لكن طهران أصرت على أنها لا تسعى إلى صراع مباشر مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، حسبما يقول مسؤولون ومحللون إيرانيون.وقال شخص مقرب من "حزب الله" إن الضربة القاتلة على القاعدة الأميركية تسببت أيضاً في إبقاء الحرس الثوري بعيداً عن الأنظار في العراق ولبنان، ونشر قدر أكبر من الأمن بالقرب من المنشآت المرتبطة بإيران في تلك البلدان.وأضاف أن "حزب الله" سحب أيضاً بعض كبار قادته في العراق، حيث يتواصلون مع الميليشيات المدعومة من إيران في البلاد، وأصبح حذراً بشأن تحركات مقاتليه في جنوب لبنان.(ترجمات)