في 11 يناير الحالي، أطلقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أكثر من 100 صاروخ موجه بدقة على أهداف "الحوثيين" في اليمن ردّا على أسابيع من هجمات الجماعة المدعومة من إيران على السفن المدنية والعسكرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.وقُتل في العملية ما لا يقل عن 5 مقاتلين "حوثيين"، بحسب تقرير نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية.كما نفذت الولايات المتحدة وشركاؤها 4 ضربات أخرى على القدرات الهجومية للجماعة.وفي حين أن الهجمات كانت تهدف إلى إضعاف قدرات الجماعة المتمردة والعمل كرادع للهجمات المستقبلية، فقد أظهر "الحوثيون" أنهم ما زالوا قادرين على شن هجمات بحرية. ومن المرجح أن تستمر الضربات في تشجيع "الحوثيين" وحلفائهم الآخرين المدعومين من إيران على تكثيف هجماتهم ضد الولايات المتحدة وإسرائيل على المدى القصير.وبعد وقت قصير من الغارة على موقع الرادار، قال المتحدث باسم "الحوثيين" محمد عبد السلام إن الهجوم الأميركي لن يردع الجماعة عن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل. وزعم مسؤول آخر خلال مقابلة تلفزيونية مع وسيلة إعلام مرتبطة بـ"حزب الله" أن الجماعة وضعت قائمة أهداف تشمل القواعد الأميركية في المنطقة. يمكن أن تشمل هذه القائمة القواعد الأميركية في دول الشرق الأوسط.أهداف "الحوثيين" في إفريقياقد يكون أحد الأهداف الواضحة، ولكن التي لم تتم مناقشتها كثيرًا، هو قاعدة كامب ليمونيه للبحرية الأميركية في جيبوتي. وفي حين أن القاعدة لم تحظ باهتمام كبير من وكلاء إيران في الماضي، إلا أنها واحدة من أهم الأهداف في المنطقة وتقع على بعد 80 ميلاً فقط عبر مضيق باب المندب من اليمن.ويعد الموقع بمثابة القاعدة الأساسية لعمليات القيادة الأميركية الإفريقية (أفريكوم) في القرن الإفريقي ويستضيف نحو 4000 جندي من الولايات المتحدة والدول الحليفة، تم استخدامه للعمليات ضد "الحوثيين" لأعوام.ومع ادعاء "الحوثيين" أنهم يمتلكون صاروخًا يعمل بالوقود السائل يصل مداه إلى 1200 ميل، يبدو أن القاعدة الأميركية الحيوية التي تبعد أقل من 100 ميل تصبح هدفًا سهلاً. والأكثر إثارة للقلق هو أن القاعدة لم يتم بناؤها للدفاع ضد أو مقاومة هجمات الطائرات بدون طيار أو الصواريخ التي من المحتمل أن يخطط لها "الحوثيون".ماذا بشأن جيبوتي؟ويبدو أن واشنطن تُدرك أن "الحوثيين" قد يستهدفون ليمونيه في وقت قصير. وخلال مقابلة مع "بي بي سي"، قال رئيس وزراء جيبوتي عبد القادر كامل محمد إنه سُمح للولايات المتحدة بنشر أنظمة دفاع جوي باتريوت في معسكر ليمونيه للحماية من الهجوم اليمني، مما يشير إلى أن الولايات المتحدة تحاول حماية قاعدتها الدائمة الوحيدة في إفريقيا.ومع ذلك، إذا كان هناك أي شيء يبقي جيبوتي آمنة من هجمات "الحوثيين"، فهو دعم البلاد لغزة بعد هجوم 7 أكتوبر. وفي مقابلة مع "بي بي سي"، أكد كامل محمد أيضًا أن جيبوتي لن تسمح للولايات المتحدة بنشر منصات إطلاق صواريخ في البلاد أو استخدامها كقاعدة لعمليات ضد "الحوثيين"، لأنها تعتبر الهجمات البحرية التي تشنها الجماعة "إغاثة مشروعة للفلسطينيين".علاوة على ذلك، أعلنت جيبوتي أنها متردّدة في المشاركة في التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة في عملية "حارس الازدهار" لمحاربة "الحوثيين"، وكانت حتى واحدة من الدول الخمس التي دعت المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر الماضي إلى التحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة.(ترجمات)