"الآن يمكنني أن أموت وأنا مرتاح".. هذا ما قاله المحامي الفرنسي الراحل جيل دوفير لابنه بعد صدور مذكرتي الاعتقال الدوليتين بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وقبل أن يغيبه الموت يوم 26 نوفمبر 2024، عن عمر 68 عامًا.محامي القانون الدولي الفرنسي جيل دوفير، هو أحد أكبر المدافعين عن القضية الفلسطينية في المحاكم الدولية والذي كان أحد من ساهموا في إصدار مذكرات الاعتقال.وعلى صفحته الخاصة في موقع "إنستغرام"، استذكر الإعلامي ومقدم البرامج في قناة ومنصة "المشهد" محمد أبو عبيد الراحل دوفير، ونشر مقتطفًا من مقابلة كان قد أجراها معه منذ عام، أرفقها بالنص التالي:"كان دوفير قد جمع جيشًا من المحامين والجمعيات الحقوقية -وصل عددهم إلى نحو 500- في نوفمبر من العام الماضي 2023 لتقديم دعاوى ضد مسؤولين إسرائيليين في المحاكم الدولية وعلى رأسها الجنائية الدولية بسبب الحرب على غزة وقتل المدنيين الأبرياء والتدمير الشامل للقطاع، وقدموا الملفات والأدلة التي تدين المسؤولين الإسرائيليين". وكان دوفير قال لـ"المشهد" إن "الشعب الفلسطيني لم يعد بمفرده والعالم بأسره يعلم ما يعانيه هذا الشعب ومن ينتهك القوانين الدولية بحق الفلسطينيين وهناك انتهاكات كبيرة، وما يحدث معكم فظيع حتى المحامون الذين لا يعرفون شيئا عن القضية الفلسطينية جاهزون لدعم المحامين في غزة والضفة الغربية للدفاع عن حق كل فلسطيني يريد أن يعيش بحرية على أرضه". ويعد دوفير رجل القانون الذي يقف وراء إصدار مذكرتي الاعتقال ضد نتانياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لذلك اعتبر قرار الجنائية الدولية عيدا سعى إلى تحقيقه منذ أعوام قائلا لابنه "الآن يمكنني أن أموت وأنا مرتاح". وتابع أبو عبيد: "الراحل دوفير -في 26 نوفمبر 2024- كان قد كرس الكثير من أعوام عمله القانوني لخدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق المظلومين في العالم، وكان لي الشرف باستضافته في نوفمبر العام الماضي للحديث عن إعلانه جمع جيش من المحامين للدفاع عن الفلسطينيين وإدانة إسرائيل قائلا للفلسطينيين "لستم وحدكم، وليس لديكم جيش يدافع عنكم، فنحن جيشكم القانوني"، والآن في نوفمبر من العام الحالي أذكّر بجزء من المقابلة، فلترقد روحك في سلام أيها الجليل جيل".(المشهد)