يبدو أن التوتر الأمني في سوريا يتصاعد مع تزايد الاعتداءات على المدنيين، حيث تم طرد مصلين من مسجد في ريف دمشق وهو مسجد بُني بأموال شيعية ولكنه لا يتبع الأوقاف السورية. وفي الوقت ذاته، تتفاقم أزمة الخطف مقابل الفدية طبعًا، ما يعكس حالة من الانفلات الأمني.إلى ذلك، شهدت إذاعة شام "FM" استقالة جماعية، احتجاجًا على منشور طائفي لمديرها رفض الاعتذار عنه، كما أنّ لجنة التحضير لمؤتمر الحوار الوطني فاجأت الرأي العام بالقول إنّ الموعد الأولي لعقد المؤتمر سيكون يوم الثلاثاء القادم.مؤتمر الحوار الوطني السوريوللوقوف على آخر المستجدات في هذا الصدد، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن للإعلامي معتز عبد الفتاح في برنامج "في الواجهة" الذي يُعرض على "المشهد": في ما يخص المؤتمر المرتقب والذي قُدم للمجتمع الدولي والأمم المتحدة على أنه مؤتمر حوار وطني، نتساءل، هل تمكنت لجنة هذا المؤتمر أن تنتج بالفعل آراء السوريين في كل المحافظات ويخرج عنها من هم مدعوون للمشاركة في المؤتمر، أؤكد أنه على الإطلاق كلا.نتانياهو والدروزوتابع قائلًا: "يوم أمس في مدينة حلب وخلال اجتماع، قال المجتمعون لأحد الأشخاص "أخرج من الجلسة"، وأحدهم قال له "أنت شبيح لأنك كنت تشجع المنتخب السوري خلال حكم بشار الأسد"، فهل بات أيّ مشجع للمنتخب السوري عرضة للاتهام بأنه "شبيح"، كما أنه في بعض المناطق الأخرى كاللاذقية وطرطوس سُمح لبعض المشاركين بالتحدث لدقيقة واحدة فقط، لذلك نقول إنه كان ينبغي أن يأخذ الحوار أسابيع طويلة قبل أن يكون هناك مؤتمر حوار وطني حقيقي تخرج عنه نتائج بارزة". وأردف بالقول: "إلى ذلك، نحن نشاهد اليوم ما يجري في جنوب سوريا، فعندما يقول نتانياهو بأنه لا يسمح للقوات العسكرية السورية بالانتشار في الجنوب السوري، ويهدد من أن يكون هناك أيّ انتهاكات بحق أبناء الطائفة الدرزية أو الموحدين الدروز من أبناء الشعب السوري، يمكننا أن نقول بأنّ الوضع لم ينضج حتى اللحظة من أجل مؤتمر حوار وطني جامع".مؤتمر "انتقائي" وليس "وطنيًا"واستطرد قائلًا: "هناك أيضًا في حمص على سبيل المثال، معتقلون من طوائف عدة اعتُقلوا في عهدي حافظ وبشار الأسد، ولم يتجرأ حسن الدغيم على دعوتهم للقاء في الحوار الوطني في مدينة حمص، إذًا على من يعتمدون؟، بالنالي من الواضح أنّ هذا الحوار الوطني ليس وطنيًا بل انتقائي". وأضاف: "لديّ مآخذ كثيرة على حسن الدغيم، لأنه يُعتبر أكبر "مكوع" خصوصًا أنه كان من منتقدي الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، وكان من المؤيدين للاحتلال التركي لإفريقيا، وأنا مع الشرع قلبًا وقالبًا من أجل سوريا موحدة تحفظ حقوق مكونات الشعب السوري كافة، وليس سوريا التي يريد نتانياهو أن يقسمها".وختم قائلًا: "هناك انتهاكات عديدة موجودة ومستمرة حتى هذه اللحظة في سوريا، والحديث عنها والإضاءة عليها يعني العمل من أجل إيقافها وليس تشهيرًا بالقيادة السورية، كما أنّ عمليات الخطف مستمرة، ولكننا نطمئن الأهالي بأنّ جهودنا ضخمة لوقف هذه الممارسات". (المشهد)