بعد سقوط نظام حزب البعث السابق، والدخول الأميركي إلى العراق عام 2003، بدأ العراق مرحلة سياسية جديدة خالية من كل ما يتعلق بالرئيس السابق صدام حسين، لكن مليئة بالتغيرات السياسية، أهمها تحوّل الحكومة العراقية من السنة إلى الشيعة، وانتشار ما يسمى كتائب حزب الله العراقي. وبناءً على العرف السياسي الجديد، يتولى الشيعة رئاسة الحكومة، والسنّة رئاسة البرلمان، والكرد رئاسة الجمهورية، لكن جميع مفاصل الدولة تتحرك تبعاً لما تريده الحكومة، أما منصب رئيس الجمهورية، فيبقى كصفة فخرية.وبعد السقوط، تحول العراق إلى ساحة لصراع الميليشيات والفصائل المسلحة، وبدأت إيران بتوطيد نفوذها في العراق، خصوصا بعد مشاركتها في الحرب الطائفية التي نشبت بعد 3 سنوات على سقوط نظام صدام حسين، وانتشرت الفصائل المدعومة من إيران، تعددت أسماء هذه الفصائل منها كتائب حزب الله وسرايا الخراساني وكتائب أبو الفضل العباس، ومعظمها تعمل تحت رعاية مباشرة من إيران.ما هي كتائب حزب الله العراقي؟ويعرّف معهد واشنطن للدراسات في الشرق الأوسط، كتائب حزب الله العراقي بأنها فصائل من المستوى الأوّل، تنفّذ عمليات عسكرية، وتملك جناحيْن اجتماعيا وسياساي، تنتمي إلى منظمة أم، تُعد بحكم الأمر الواقع فرعاً تابعاً لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.وتعتبر كتائب حزب الله، الأكثر نفوذاً في قوات الحشد الشعبي العراقي، التي تأسست في عام 2015 بناءً على طلب من المرشد الشيعي الأعلى علي السيستاني لمحاربة تنظيم داعش، وتسيطر على الإدارات الرئيسية رئاسة الأركان، والأمن، والاستخبارات والصواريخ والأسلحة المضادة للدروع. وفي عام 2016، اكتسبت كتائب حزب الله صفة قانونية في البلاد، بعد أن صادق مجلس النوّاب العراقي على قانون هيئة الحشد الشعبي رقم 40، بموجبه أصبحت جميع هذه الفصائل المدعومة من إيران كيانات قانونية داخل الحكومة العراقية، ترتبط بالقائد العام للقوات المسلحة، لكن لها استقاليتها وخصوصيتها.ولكن مع بداية عام 2020، الذي شهد اغتيال أميركا، للقائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، ورئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بدأ الانقسام يدبّ بين الفصائل العراقية الموالية لإيران على المراكز القيادية في الحشد ومناطق النفوذ.وتطالب كتائب حزب الله، الحكومة العراقية بإنهاء الوجود الأميركي في العراق، وإخراج قوات التحالف الدولي، وتشن بين فترة وأخرى ضربات عسكرية تستهدف القواعد الأميركية في البلاد، وتعتبر هذه الفصائل، أميركا عدوها الأول، وتؤكد بين حين وآخر أنها ستبقى تحارب واشنطن بعد وقوف الأخيرة إلى جانب إسرائيل في حربها ضد غزة. ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تتبادل كتائب حزب الله والقوات الأميركية، الضربات الجوية، ما وضع الحكومة العراقية في موقف محرج، خصوصا أن هذه الكتائب تمتلك مقاعد متعددة في الحكومة، وتتهم أميركا بإهانة كرامة العراق، والإساءة إلى أمنه واستقراره باستهدافها مواقع للحشد الشعبي في مختلف محافظات البلاد.وكانت الحكومة العراقية، استجابة لمطالب كتائب حزب الله العراقي، وقدمت طلباً للولايات المتحدة لمناقشة مسألة وجودها في العسكري، مؤكدة أن موقف العراق ثابت وداعم للقضية الفلسطينية.(وكالات)