اللبنانيون تحت الصدمة. صدمة انتشار فيديوهات لتعنيف أطفال بوحشية في إحدى الحضانات.فأمس، انتشر مقطع فيديو صادم من داخل حضانة Garderêve في منطقة المتن الشمالي، يُظهر إحدى العاملات وهي تعنّف وتضرب الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم العام، ما أدى لحالة غضب لدى الرأي العام اللبناني، الذي طالب بإنزال أقصى العقوبات بحق مالكة الحضانة والعاملات بداخلها.وأظهر الفيديو موظفة تضرب طفلًا لم يتجاوز السنة من عمره على رأسه، لإرغامه على أكل الطعام، كما يُظهر الفيديو تعرّض الموظفة لأطفال آخرين بالضرب.توقيف المعتديةعقب انتشار الفيديوهات، أفاد المكتب الإعلامي لوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الابيض في بيان، بأنه "بناءً على قرار وزير الصحة إثر توافر معطيات مؤكدة أظهرها التحقيق السريع في قضية تعنيف أطفال في حضانة Garderêve في منطقة المتن الشمالي، تمّ التواصل مع قائمقام المتن مارلين حداد، لإجراء المقتضى القانوني حيث تم إقفال الحضانة بالشمع الأحمر".ودعا الأبيض القضاء، إلى"إنزال أقصى الإجراءات العقابية بحق المرتكبين"، مؤكدا أنّ الإقفال "لا يكفي ويجب أن يكون العقاب عبرةً لمن اعتبر".من جهتها، أوضحت قوى الأمن الداخلي عبر حسابها على "تويتر"، أنه "في سياق التحقيق من قبل مفرزة الجديدة القضائية، على إثر انتشار فيديو هزَّ الرأي العام، أُوقِف ليل أمس كلّ من المدعوّتَين د. ح. (1979) و ط. م. (1985). التحقيق مستمرّ بناءً لإشارة القضاء". حلّ وسطي "الفيديوهات شكّلت لنا صدمة"، هكذا كانت ردة فعل وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض على الاعتداء الوحشي على الأطفال، مشيرا إلى أنّ الحضانة المعنية أُقفلت بالشمع الأحمر أمس والتحقيقات صارت بيد القضاء. وأكد لمنصة "المشهد" أنّ وزارة الصحة هي المسؤولة عن مراقبة الحضانات في لبنان، لافتا إلى أنّ هناك مئات الحضانات ولا يمكن زيارتها بشكل يومي. وكشف أنّ اجتماعا سيُعقد اليوم للجنة حماية الأحداث في وزارة الصحة، وهي لجنة متعددة القطاعات للحديث عن موضوع الحضانات. وأشار إلى أنّ "بعض الأمور الرقابية سبق وطُرحت مثل تثبيت كاميرات داخل الحضانات، لكنّ القرار لاقى بعض الاعتراضات، خصوصا من قبل الجمعيات الدولية لأنه تعدٍّ على حقوق الأطفال". وشدد على أنّ ما نعمل عليه اليوم هو الحل الوسطي الذي يسمح لنا بالمراقبة من دون التعدي على خصوصية الأطفال"، مشيرا إلى أنّ ما حصل عليه أن يكون فرصة للنظر للأمام للقيام بخطوات تمنع تكرار الأمر.الحنان والبيئة الحاضنة "بيئة حاضنة، معاملة بحنان، توفّر عوامل النظافة، التعلم" هو ما ينتظره الأهل عند وضع أطفالهم في الحضانات، وفق ما ذكرت المساعدة في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية د. سوزان منعم. وقالت لمنصة "المشهد"، إنّ "ما ينتظره الأهل من الحضانة هو معاملة الطفل كما يتعامل في منزله، لأن لا أحد يقبل وضع طفله في مكان يتعرض فيه للعنف"، لافتة إلى أنّ "الحضانة تعدّ المنزل الثاني للطفل". وذكرت أنّ العمل وأمورا حياتية أخرى، قد تُجبر الأهل على ترك أطفالهم في الحضانات، وإلا لما كانوا فعلوا ذلك، لذا على أصحاب الحضانات اعتبار أنّ الأطفال لديهم كأنهم أطفالهم ويعاملونهم كأطفالهم. ليس كلّ شخص مخول لم يكن العنف الجسدي وحده ما تعرّض له الأطفال، إنما عنف لفظي وكلمات نابية، وهنا استغربت منعم عدم سماع موظفين آخرين أو إدارة الحضانة، الكلمات الصادرة عن الموظفة تجاه الأطفال. وفي هذا الإطار، أكدت منعم أن ليس كلّ شخص مخوّل للعمل في حضانات، لأنّ هناك مسؤولية كبيرة ومن الضروري احترام أخلاقيات المهنة، وهذا ما لم نره في الفيديوهات المنتشرة. ودعت إلى تشديد التفتيش على الحضانات من قبل وزارة الصحة، كونها مسؤولة عنها، مشددة على أهمية وجود كاميرات مراقَبة داخلها.ووصفت ما حصل بـ"خضّة بحق الإنسانية وبحق أطفال لا يستطيعون التعبير". وعن التخوفات من عدم التوصل إلى نتيجة في التحقيقات، قالت: "للأسف في لبنان، الملفات التي تُفتح قلّما تكمل للنهاية". View this post on Instagram A post shared by Al Mashhad المشهد (@almashhadmedia)(المشهد)