أشارت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية إلى "مواصلة الحوثيين تهديد الملاحة في البحر الأحمر وقبالة الساحل اليمني، واستهدافاتهم الصاروخية لإسرائيل".ونقلت الصحيفة عن القيادة المركزية الأميركية قولها إن الولايات المتحدة نفّذت غارات جوية على زورقين مسيّرين تابعين "للحوثيين" يوم الاثنين، وهي الأحدث ضمن العديد من الضربات الأميركية البريطانية ضد "الحوثيين" المدعومين من إيران في اليمن.مدينة ايزنهاور الحربية العائمةوذكرت وكالة الأنباء الأميركية إن بي سي يوم الأحد أنه “انطلقت أكثر من 20 طائرة مقاتلة تابعة للبحرية الأميركية من طراز F/A-18، وأجهزة تشويش الرادار E/A18 Growler، وطائرات استطلاع E2 Hawkeye، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر وناقلات من على سطح حاملة الطائرات الأميركية يو اس اس ايزنهاور ليلة السبت لشن هجمات أميركية بريطانية مشتركة على الحوثيين المدعومين من إيران".ورفض المسؤولون الأميركيون التعليق على فعالية الضربات التي نفّذت يوم السبت في اليمن. وقال ضباط عسكريون لشبكة إن بي سي نيوز إن طائرة حاملة الطائرات من طراز F/A-18 اعترضت يوم الجمعة عدة طائرات بدون طيار كانت قوات "الحوثي" تستعد لإطلاقها.ويشير التقرير أيضًا إلى أن حاملة الطائرات "ضخمة من طراز نيميتز يبلغ طولها 1000 قدم ووزنها 100000 طن، ولديها طاقم مكون من نحو 5000 فرد وهي مثل مدينة على البحر".تحاول الولايات المتحدة وقف هجمات "الحوثيين"، وأمام واشنطن خياران: استخدام الضربات على القيادة لردع الجماعة، وهو رد غير متناسب. أو محاولة ضرب الهجمات واستباقها من خلال ضرب الصواريخ والطائرات بدون طيار ومنصات الإطلاق.حتى الآن كانت الولايات المتحدة تفضّل النهج الثاني. في مقامرة تستند على عدم امتلاك "الحوثيين" كمية لا تنضب من الصواريخ والطائرات بدون طيار، لكن هذا يعني أيضاً وفق ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية، السماح "للحوثيين" باختيار الزمان والمكان للهجوم، والأمل في أن يكون الطيارون الأميركيون ضمن النطاق عند حدوث الهجوم.هل يمكن ردع "الحوثيين" أو إيران؟ الإيرانيون هم الذين يقفون وراء هجمات "الحوثيين"، ما يعني أن القضية الحقيقية هي ما إذا كانت إيران تريد استمرار تهديدات البحر الأحمر أم لا.في الماضي، عندما كانت إسرائيل و"حماس" تتقاتلان، لم تكن الصراعات تتوسع عادة إلى ما وراء حدود غزة وإسرائيل والضفة الغربية. جلبت إيران الميليشيات إلى حدود إسرائيل وقامت بتفعيلها للهجوم من الشمال عبر "حزب الله"، ولإغلاق البحر الأحمر أمام الشحن، وتنفيذ 160 هجوماً على القوات الأميركية في العراق وسوريا. كما دفعت إيران الميليشيات إلى مهاجمة القوات الأميركية في الأردن، مما أسفر عن مقتل 3 جنود. الهدف هو حرب إقليمية. وتسعى إيران إلى إغلاق البحر الأحمر أمام السفن التجارية، باستثناء السفن المرتبطة بأصدقائها في موسكو وبكين. وعلى هذا النحو، يعد هذا جزءاً من الإستراتيجية الإيرانية الأوسع المناهضة للغرب وإسرائيل والولايات المتحدة. ويصبح السؤال الرئيسي: هل تستطيع "مدينة" أيزنهاور العائمة قبالة الساحل وقف الهجمات؟الضربات الأميركية لم تصب أهدافاً مهمّةتعمل الولايات المتحدة أيضاً ضد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، حيث نفذت هجمات على 85 موقعاً يوم الجمعة ردّاً على مقتل 3 أميركيين في الأردن في 27 يناير. ولا يبدو أن تلك الضربات أصابت أهدافاً مهمّة، مما يعني أن الجماعات لا تزال تمتلك عدداً كبيراً من الصواريخ والطائرات بدون طيار لمواصلة تنفيذ تهديداتها. ويبدو أيضاً أن الولايات المتحدة تواجه معوقات في ضرباتها في العراق وسوريا بسبب حقيقة أن بعض الدول لا ترغب في المشاركة في هذه الضربات، حيث أكد الأردن للعراق أنه لم يشارك في الهجوم الانتقامي، ويبدو أن العديد من دول المنطقة تتحوط في رهاناتها على هذا الأمر.تضيف هذه العوامل المعقدة الكثير من عدم اليقين إلى ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على تحقيق أهدافها في اليمن والعراق وسوريا. هل ستوقف الضربات هجمات القوات المدعومة من إيران أم ستؤدي فقط إلى تقليص بعض القدرات؟(ترجمات)