تستمر المواجهة الكلامية بين زيلينسكي وترامب، حيث وصلت حرب التصريحات المشتعلة بين الرئيسين حد وصف الرئيس الأميركي للرئيس الأوكراني بالديكتاتور، وأنه ينبغي أن يتنحى سريعًا عن منصبه.من جهته، رد زيلينسكي بصرامة على دعوة ترامب قائلًا: "من يريد استبدالي، لن ينجح أبدًا". أما ترامب الذي لطالما عزم على قيادة مسار تفاوضي بين أطراف الحرب في أوكرانيا، يرى أنّ الصراع كان من الممكن تفاديه من قبل كييف، وليس هذا فحسب، بل إنّ القيادة الأوكرانية بحاجة إلى تغيير، في إشارة صريحة من ترامب إلى ضرورة إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا.هذا الموقف أثار غضب زيلينسكي، الذي وصف ترامب بأنه يعيش في فضاء من التضليل الروسي، ويبدو أنّ رغبة واشنطن تلاقت مع رغبة موسكو التي تعتبر زيلينسكي رئيسًا غير شرعي.ترامب: زيلينسكي مسؤول عن حرب أوكرانياوفي هذا الشأن، قال العضو في الحزب الجمهوري ومدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب للإعلامية آسيا هشام في برنامج "المشهد الليلة" الذي يُعرض على قناة ومنصة "المشهد": "ترامب حمل مسؤولية الحرب في أوكرانيا للرئيس زيلينسكي، لأنّ الأخير لم يذهب إلى عملية سلام ولم يجرِ تفاوضًا جديًا بين الأوكرانيين والروس، لأنه الرئيس بايدن والحلف الأطلسي والدول الأوروبية دعموه، واعتقد ربما أنهم سيوقفون الاجتياح الروسي ويجبرون الروس على الخروج من أوكرانيا".وتابع قائلًا: "زيلينسكي لم يقرأ التغييرات في الولايات المتحدة في شهر نوفمبر 2022، عندما ربح الجمهوريون في الكونغرس الأميركي ولم يُعر اهتمامًا لقرار وقف المساعدات عن أوكرانيا، لأنّ هذه الحرب لا مخرج لها، ونحن نعرف أنّ رئيس الكونغرس الأميركي أُجبر على التنحي من قبل الجمهوريين لأنه حاول أن يعطي بايدن دعمًا إضافيًا وماديًا إلى أوكرانيا، بالتالي كان على زيلينسكي أن يفهم بأنّ الجمهوريين في الولايات المتحدة بدأوا يتراجعون خصوصًا بعد مجيء الرئيس ترامب".وأردف بالقول: "على زيليسنكي اليوم أن يصغي إلى ما يقوله الرئيس ترامب بدل أن يتحداه، وحتى في أوروبا حصلت تغييرات هائلة وهناك مجموعة كبيرة ترفض استمرار الحرب في أوكرانيا".بوتين والحرب العالمية الثالثةمن جهته، قال رئيس تحرير وكالة أوكرانيا بالعربية والأستاذ الجامعي بمعهد العلاقات الدولية بالجامعة الوطنية في أوكرانيا الدكتور محمد فرج الله لقناة "المشهد": "كنت أعلم أنّ البروباغندا الروسية قوية للغاية، لكن لم أصل لقناعة بأنها يمكن أن تصل لدرجة تحميل الضحية هذه الكمية من الاتهامات".وتابع قائلًا: "بوتين دفع العالم كله إلى شفا حرب عالمية ثالثة، وكانت أوكرانيا قبل الغزو دولة حيادية ولا تزال، وهي لم تبتز ولم ترسل أيّ جندي إلى الأراضي الروسية، أما ما يسمى باتفاقية مينسك فكانت عبارة عن حصان طروادة للانفصاليين".وأضاف: "في ما يخص قراءة التغير في الموقف الأميركي، أعتقد أنّ زيلينسكي عندما قدِم قبل عام وألقى خطابه في الكونغس الأميركي، صفق له وقوفًا كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لأنّ صمود أوكرانيا اليوم من عدمه يتوقف على سمعة أميركا".وختم قائلًا: "ترامب يغامر اليوم بسمعة الولايات المتحدة الأميركية والقيم الديمقراطية التي تنادي بها، وإن تخلفت أو خانت أوكرانيا، سيكون لذلك ثمن وتبعات خطيرة، ولن تثق مجددًا أيّ دولة بأميركا لا في الشرق الأوسط ولا في الشرق الأدنى، كما أنّ ترامب غاضب لأنه كان يظن بأنّ زيلينسكي "حبة بندق" يمكن كسرها والتلاعب بها، ولكنه أيقن بعد أول جولة مفاوضات مع الروس بأنه خسر الجولة الأولى، والدبلوماسية الروسية هي التي ربحت لأنها خرجت من عزلتها، بينما ترامب لم يحصل أيّ شيء".(المشهد)