تتجه أنظار العالم إلى مدينة رفح جنوبيّ قطاع غزة، حيث تمهد إسرائيل إلى بدء عملية عسكرية شاملة في إطار حربها على "حماس" المستمرة منذ نحو 5 أشهر، إذ أمر رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو جيشه، بإعداد "خطّة لإجلاء" المدنيّين من المدينة المكتظة بالنازحين وسط تحذيرات دولية. وباتت رفح القريبة من الحدود مع مصر، والتي تؤوي أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع، محور الترقّب بشأن المرحلة المقبلة من الحرب، وسط إصرار نتانياهو على عملية برية لتدمير آخر معاقل "حماس" في غزة بحسب ما يعتقد. وحذّرت الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة خلال الأيام القليلة الماضية من وقوع "كارثة" في رفح، كما دعا الرئيس جو بايدن مجددًا بصورة عاجلة لحماية المدنيّين، قائلًا: "لا يجب المضيّ قدُمًا في أيّ عملية عسكرية في رفح من دون خطة موثوقة لضمان سلامة، ودعم أكثر من مليون شخص يحتمون هناك". ماذا حدث في رفح اليوم؟ بعد ليلة دامية قُتل فيها أكثر من 100 شخص وأصيب العشرات في سلسلة غارات جوّية إسرائيليّة فجر الاثنين، شهدت مدينة رفح اليوم هدوءًا حذرًا وترقّبًا لما قد يقوم به الجيش الإسرائيليّ خلال الأيام القليلة المقبلة، وسط غارات وقصف مدفعيّ محدود على مناطق متفرقة من مدينة رفح. ومنذ الساعات الأولى من الثلاثاء، تحدثت تقارير غربية عن خطط إسرائيل لإجلاء الفلسطينيّين من رفح، في إطار عمليتها العسكرية، إذ كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أنّ إسرائيل اقترحت إنشاء مدن خيام مترامية الأطراف في غزة، كجزء من خطة إخلاء تموّلها الولايات المتحدة وشركاؤها في المنطقة. ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين مصريّين قولهم، إنّ مقترح الإخلاء الإسرائيليّ يتضمن إنشاء 15 موقعًا للتخييم، يضم كل منها نحو 25 ألف خيمة في الجزء الجنوبيّ الغربيّ من قطاع غزة، مشيرين إلى أنّ مصر ستكون مسؤولة عن إقامة المعسكرات والمستشفيات الميدانية. وأمس الاثنين، شهدت رفح عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية، نجحت من خلالها في تحرير أسيرَين إسرائيليّين، والتي جاءت بالتزامن مع غارات جوية مكثفة على المدينة.حقيقة ضرب معبر رفح اليوم تؤكد الأنباء الواردة من جنوب قطاع غزة، أنه لا توجد أيّ ضربات إسرائيلية وجهت إلى معبر رفح اليوم أو خلال الأسابيع القليلة الماضية، سوى ما أعلنت عنه مصر في أكثر من مناسبة، أنه كان استهدافًا للجانب الفلسطينيّ من المعبر في الأيام الأولى من الحرب.وقبل أسبوع تقريبًا، قالت الرئاسة المصرية في بيان ردًا على تصريح الرئيس الأميركيّ جو بايدن، والذي قال فيه إنه ضغط على الرئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي من أجل فتح معبر رفح: "منذ اللحظة الأولى ضغطت مصر بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول المساعدات إلى القطاع، إلا أنّ استمرار قصف الجانب الفلسطينيّ من المعبر من قبل إسرائيل، الذي تكرر 4 مرات، حال دون إدخال المساعدات، وأنه بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر من المعبر، قامت مصر بإعادة تأهيله على الفور، وإجراء التعديلات الفنية اللازمة، بما يسمح بإدخال أكبر". وخلال فبراير الجاري، عبّر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتيّه، عن تخوفه من إقدام إسرائيل على نقل معبر رفح الحدوديّ بين مصر وقطاع غزة. وقال اشتيّة خلال جلسة للحكومة، "تحاول إسرائيل نقل معبر رفح إلى مكان آخر". ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج، ويُستخدم حاليًا لخروج مقيمين في القطاع بعد أذونات استثنائية توافق عليها إسرائيل، وتحظى أيضًا بموافقة فلسطينية ومصرية. وتوجد معابر أخرى بين قطاع غزة وإسرائيل مغلقة، بينها معبر كرم أبو سالم الذي كانت تدخل عبره البضائع التجارية الى قطاع غزة في السابق، ويُستخدم أحيانًا حاليًا لإدخال مساعدات إلى القطاع المحاصر.(وكالات)