باعتباره فريضة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل، والركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، يرغب الكثير من المسلمين حول العالم بأداء فريضة الحج، لكن في الأغلب لا يتمّ قبول كل الطلبات التي يتم تقديمها، خصوصا أنّ كل بلد له حصة محددة من الحجاج، والتي عادة ما تقوم البلدان باختيارهم وفق عملية اختيار عشوائي للأشخاص المتقدمين، أو ما يسمى بالقرعة. وكل عام تستوعب مدينتا مكة والمدينة في المملكة العربية السعودية مئات الآلاف من الحجاج، والتي في أعوام كثيرة تجاوز عددهم المليونين، غير أنه منذ جائحة فيروس كورونا وتوقّف الحج في عام 2020، قلصت السعودية الأعداد بسبب الوضع الوبائي، قبل أن تعيدها بشكل تدريجي منذ موسم الحج عام 2021. وخلال العام الماضي بلغ إجمالي أعداد الحجاج نحو 899,353 حاجا، منهم 779,919 حاجا قدموا من خارج المملكة، وبلغ عدد حجاج الداخل 119,434 حاجا من مواطنين ومقيمين. ومن المقرر أن ترتفع أعداد الحجاج خلال موسم الحج لعام 2023، إلى ما يصل 2 مليون حاج، من بينهم 200 ألف من داخل السعودية، و1.8 مليون حاج من خارج المملكة. كيف تحدد السعودية عدد حجاج كل دولة؟ على الرغم من ارتفاع الطاقة الاستيعابية للأماكن المقدسة في السعودية بشكل ملحوظ، عبر مشروعات التوسعة التي بدأت في خمسينيات القرن الماضي، والمستمرة حتى عام 2030، وفق رؤية المملكة 2030، إلا أنه لا يمكن استيعاب كل المسلمين الراغبين في أداء فريضة الحج بشكل سنوي. لذلك، ومنذ أن شرعت السعودية عام 1988 في مشروع توسعة الحرم الثانية، تقدمت إلى منظمة التعاون الإسلامي التي كانت تُعرف سابقا بمنظمة المؤتمر الإسلامي، بمذكرة مفصلة حول خطط وبرامج ومشروعات توسعة الحرمين الشريفين، والتي تضمنت إجراءات تحديد عدد الحجاج بنسبة حاصل تقسيم عدد سكان الدولة على عدد المسلمين في العالم. وبحسب بيان منظمة المؤتمر الإسلامي في الاجتماع السابع عشر لوزراء الخارجية في مارس 1988، والذي عُقد في الأردن، تم تأييد هذا الإجراء كما طالب وزراء الخارجية من كل الدول الأعضاء في المنظمة، التعاون مع حكومة المملكة في كل من شأنه تنفيذ الإجراءات الملائمة لذلك، بما يكفل تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع الحجاج، وتأمين أداء مناسكهم وتوفير جميع وسائل الراحة لهم. ومذاك الوقت تُحدد المملكة العربية السعودية نسبة حجاج كل دولة عند 1,000حاج لكل مليون نسمة تقريبا، حسبما تذكر أيضا وسائل إعلام سعودية. وفي تصريحات سابقة هذا العام للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، قال: إنّ مسؤولين في دول إسلامية أكدوا عودة حصتهم في حج العام الحالي كما كانت قبل جائحة "كورونا"، مشيرا إلى أنّ وزارة الحج والعمرة السعودية، تعمل على خلق التوازن المطلوب بين عدد الحجاج والطاقة الاستيعابية للأماكن المقدسة، عبر المشروعات التطويرية الكبيرة. الشعوب الأكثر أداء لمناسك الحج 2022 استقبلت المملكة خلال العام الماضي 779,919 حاجًّا قادمين من الخارج، منهم 738,680 حاجًّا قدموا عن طريق المنافذ الجوية، و35,210 حجاج عن طريق المنافذ البرية، فيما وصل عن طريق المنافذ البحرية 6,029 حاجا، حسبما تقول الهيئة العامة للإحصاء السعودية.ووفق بيانات الهيئة، فقد بلغ حجاج الدول الآسيوية النسبة الأكبر من إجمالي عدد الحجاج القادمين من الخارج، بنسبة 53.8%، يأتي من بعدهم الحجاج القادمين من الدول العربية بنسبة 21.4%، ثم حُجاج الدول الإفريقية عدا الدول العربية بنسبة 13.2%، وأخيرا حجاج دول أوروبا وأميركا وأستراليا بنسبة 11.6%. الأعوام الأكثر عددا من حيث الحجاج كان موسم الحج لعام 1433 هجرية 2012 ميلادية، أكثر مواسم الحج من حيث العدد خلال 50 عاما، بحسب ما تشير بيانات الهيئة العامة للإحصاء، حيث استقبلت المملكة نحو 3.161 مليون حاجًّا.بينما يأتي موسم الحج لعام 2011 ثانيا بعدد 2.927 مليون حاج، ثم موسم الحج في عام 2010 بعدد 2.789 مليون حاج، وموسم الحج لعام 1983 بعدد 2.501 مليون، ثم موسم حج عام 2007 بنحو 2.454 مليون حاج. وفيما يتعلق بأقل مواسم الحج من حيث العدد بخلاف عام 2020 الذي توقف فيه الحج، يأتي موسوم الحج لعام 1309 هجريا 1971 ميلاديا، بعدد 1.079 مليون حاج، وهو العام الأقل خلال الـ50 عاما الماضية، وفق بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية.(المشهد)