في 7 أكتوبر الماضي، لم تفاجئ "حماس" إسرائيل بالهجوم المباغت الذي استهدفها فقط، بل أيضًا بطبيعة ونوع السلاح الذي استخدمه مقاتلو الحركة الفلسطينية في استهداف بلدات غلاف غزة، إذ تزايد التساؤل منذ ذلك الحين: من أين تحصل "حماس" على السلاح؟ وفي تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" بعد أسابيع من هجوم 7 أكتوبر، أشار المحللون إلى أنّ "حماس" امتلكت أسلحة أكثر فتكًا مقارنة بحرب 2014، حي هاجمت الحركة الجيش الإسرائيليّ بطائرات مسيّرة محملة بالمتفجرات، وصواريخ مضادّة للدبابات وصواريخ عالية التأثير، وهي أنواع الأسلحة التي أحدثت تحوّلًا. ما هي ترسانة الأسلحة التي تمتلكها "حماس"؟ وفق تقرير لمؤسسة "The Cipher Brief" البحثية، تمتلك "حماس" فائضًا من الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة بفضل جهودها اللوجستية وبمساعدة إيران. وأغلب تلك البنادق الآلية الرخيصة من طراز "Norinco Type 56-1" وهي النسخة الصينية المشابهة لبنادق الكلاشينكوف السوفياتية، والتي تمتلك الحركة أيضًا أعدادًا من نوع "AK-47"، إلى جانب بنادق قنص بعيدة المدى، ورشاشات ثقيلة. كما تمتلك الحركة بنادق إيرانية الصنع من نوع "الصياد"، وهو سلاح ناريّ واسع المدى من عيار 0.50. ولدى "حماس" وفرة من قذائف "RPG-7 " ومشتقاتها، مثل النوع الصيني "69"، وذلك بفضل المساعدات من إيران. ويعتقد الخبراء أيضًا أنّ معظم ترسانة الحركة الفلسطينية تتكون من صواريخ قصيرة المدى تحمل اسم صواريخ "القسام".أما في ما يتعلق بالأسلحة متوسطة المدى، يقال إنّ "حماس" تمتلك صواريخ مبنية على تصميمات روسية وإيرانية، يمكنها قطع مسافة تصل حتى تل أبيب، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من مقذوفات غراد الروسية بمسار يصل إلى 20 كيلومترًا. ويمكن للصواريخ الأطول مدى التي تمتلكها الحركة أن تمتدّ إلى مسافة أبعد، ومن المحتمل أن تهبط داخل القدس ومطار بن غوريون، والتي تشمل الصواريخ "M-75"، وهو نسخة محلية من نظام الصواريخ الإيرانيّ متعدّد الإطلاق طويل المدى 333 ملم، و "R-160" محلّي الصنع الذي تمّ تطويره في عام 2014. كما تمتلك "حماس" عشرات من قذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات روسية الصنع والموجّهة بالليزر والتي يُطلق عليها اسم "كورنيت". وتمتلك "حماس" أيضًا طائرة انتحارية بدون طيار من طراز "شهاب"، وهي في الأساس نسخة طبق الأصل من طائرة "عبادل-2" الإيرانية الصنع. من أين تحصل "حماس" على السلاح؟ بحسب مؤسسة "The Cipher Brief" البحثية، فإنّ كفاءة "حماس" في ساحة المعركة لا تكمن في براعة الأسلحة أو دقّتها، بل في قدرتها على إنتاج وشراء مخزون من الصواريخ وقذائف الهاون، والمتفجرات والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف "MANPADS" رخيصة الثمن، إذ تركز على الكمية وليس الجودة. وتقول وكالة المخابرات المركزية الأميركية بحسب شبكة "سي إن إن"، إنّ "حماس" تحصل على أسلحتها من خلال التهريب أو التصنيع المحلي، كما أنها تتلقى بعض الدعم العسكريّ من إيران. ويؤكد الخبراء أنّ طهران كانت منذ فترة طويلة الداعم العسكريّ الرئيسيّ لـ"حماس"، حيث تقوم بتهريب الأسلحة إلى القطاع عبر الأنفاق السرية عبر الحدود أو عبر البحر الأبيض المتوسط من خلال القوارب. ويقول زميل بارز ومدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط "MEI" بلال صعب: "لا تزال البنية التحتية لأنفاق (حماس) ضخمة على الرغم من قيام إسرائيل ومصر بتدميرها بانتظام". ويضيف: "تلقت (حماس) أسلحة من إيران تم تهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق". بدوره، يقول الزميل في معهد الشرق الأوسط "MEI" تشارلز ليستر، إنّ إيران قامت أيضًا بشحن صواريخ باليستية متقدمة، وأيضًا مكوّنات التصنيع للحركة الفلسطينية عبر البحر وصولًا إلى غزة. وساعدت إيران "حماس" بشكل أساسيّ على التصنيع المحلي، بحسب ما يؤكد الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية دانييل بايمان، قائلًا: "هذا مكن (حماس) من إنشاء ترساناتها الخاصة". وفي أكثر من مناسبة اعترف مسؤولو "حماس" بقدرتهم على تصنيع الأسلحة محلّيا، إذ يقولون إنّ لديهم مصانع لكل شيء، بما في ذلك الصواريخ البعيدة المدى والمسيّرات وقذائف الهاون والبنادق الخفيفة.(المشهد)