واصلت إسرائيل هجومها العنيف في قطاع غزة، مع تزايد المخاوف من توغلها في مدينة رفح التي تعجّ بنازحين شرّدتهم الحرب، فيما قالت "حماس" إنّ من السابق لأوانه الحديث عن التوصل إلى اتفاق هدنة. ومع احتدام القتال، تتسارع جهود الوساطة لوقف الحرب المستمرة منذ نحو 4 أشهر، فيما أكد القياديّ في "حماس" أسامة حمدان، أنّ الإطار المقترح يفتقر لبعض التفاصيل. وقال حمدان من بيروت، إنّ "حماس" تحتاج مزيدًا من الوقت لدرس الصفقة المقترحة حتى "نعلن موقفنا تجاهها، مع التركيز على أنّ موقفنا سيكون مستندًا إلى تقديرنا لمصالح شعبنا وحرصنا على وقف العدوان عليه بأسرع وقت". في الأثناء، استهدف وابل من الغارات الجوية والقصف المدفعيّ خان يونس، أكبر مدن جنوب قطاع غزة، وأبرز محاور الهجوم الإسرائيليّ حاليًا. وأفادت "حماس" والجيش الإسرائيليّ بوقوع معارك في أنحاء القطاع المحاصر، وأظهرت لقطات، دخانًا يتصاعد بعد غارات على رفح في أقصى الجنوب."رفح بمثابة طنجرة ضغط"وفر مئات الآلاف من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى رفح جنوبًا منذ اندلاع الحرب، وتكدست خيامهم في الشوارع والحدائق. وتقول الأمم المتحدة إنّ المدينة التي كان يقطنها 200 ألف نسمة تؤوي الآن أكثر من نصف سكان قطاع غزة. ويحاول النازحون الذين فروا إلى رفح على الحدود مع مصر، تجنب أجزاء من المدينة طالها القتال الدائر في خان يونس القريبة. وقال النازح محمود أبو الشعر، "نتمنى أن تنتهي هذه الحرب لأننا تعبنا، نطالب كل السياسيّين بأن يتفقوا على وقف لإطلاق النار كي نرجع إلى بيوتنا".وقال ضياء بكرون الذي يتقاسم خيمة مع عائلته الموسعة في رفح، "أرجِعونا إلى الشمال لديارنا. لا توجد هنا مقومات الحياة". من جهته، قال مسؤول من "حماس"، إنّ ذراعها العسكرية "كتائب القسام" صامدة في خان يونس. وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، عن قلقه العميق إزاء تصاعد الأعمال العدائية في خان يونس، ما يدفع مزيدًا من الغزّيين إلى الجنوب. وقال المتحدث باسم المكتب ينس لايركه، إنّ "رفح بمثابة طنجرة ضغط من اليأس ونحن نخشى مما سيأتي بعد ذلك".الجيش الإسرائيلي يستعد للتوجه نحو رفحوكان وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت، قد حذّر الخميس من أنّ الجيش يستعدّ لتوجيه جهوده نحو رفح. وقال، "نحقق مهمتنا في خان يونس وسنصل أيضًا إلى رفح ونقضي على العناصر الإرهابية التي تهدّدنا". واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر، وأسفر عن مقتل نحو 1160 شخصًا، معظمهم مدنيون. كما احتُجز في الهجوم نحو 250 أسيرًا تقول إسرائيل إنّ 132 بينهم ما زالوا في غزة، و27 منهم على الأقل يُعتقد أنهم لقوا حتفهم. وتعهدت إسرائيل القضاء على "حماس"، وأطلقت هجومًا عسكريًا واسعًا أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 27238 شخصًا في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع. وفقدت إسرائيل 224 عسكريًا منذ بدء عملياتها البرية في غزة أواخر أكتوبر، بحسب الجيش. ودمّر القتال القطاع الساحليّ الصغير، فيما أدى الحصار الإسرائيليّ إلى نقص حادّ في الغذاء والمياه والوقود والأدوية. وكان ارتفاع عدد القتلى المدنيّين في غزة، فضلًا عن المخاوف بين الإسرائيليّين بشأن مصير الأسرى، سببًا في تزايد الدعوات لوقف النار.(أ ف ب)