بدأت الولايات المتحدة، السبت، تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد عشرات الأهداف "الحوثية" في اليمن، بحسب تقارير إخبارية محلية ومسؤولين أميركيين كبيرين. استهدفت الضربات الجوية والبحرية التي أمر بها الرئيس ترامب الرادارات والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والطائرات المسيّرة، في محاولة لفتح ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر، والتي عطلها "الحوثيون" لأشهر بهجماتهم الخاصة. وقال مسؤولون أميركيون إن القصف، وهو أهم عمل عسكري في ولاية ترامب الثانية، كان يهدف أيضا إلى إرسال إشارة تحذير إلى إيران. وأضافوا "يريد ترامب التوسط في اتفاق مع إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام احتمال القيام بعمل عسكري إذا رفض الإيرانيون المفاوضات".وأكد مسؤولون أميركيون أن الغارات الجوية على ترسانة "الحوثيين"، المدفون جزء كبير منها عميقًا تحت الأرض، قد تستمر لعدة أيام، وتزداد نطاقها وحجمها تبعًا لرد فعل المسلحين. وقد واجهت أجهزة الاستخبارات الأميركية صعوبات في الماضي في تحديد مواقع أنظمة أسلحة "الحوثيين"، التي يتم إنتاجها في مصانع تحت الأرض ويهربونها من إيران.موافقة ترامبقال مسؤولون أميركيون إن بعض مساعدي الأمن القومي يرغبون في شن حملة أكثر عدوانية من شأنها أن تؤدي إلى فقدان "الحوثيين" السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال البلاد. لكن ترامب لم يُقرّ هذه الإستراتيجية بعد، خشية توريط الولايات المتحدة في صراع بالشرق الأوسط تعهد بتجنبه خلال حملته الانتخابية. في الأسابيع الأخيرة، أغضب "الحوثيون" ترامب. أطلقوا صاروخًا أرض-جو على طائرة إف-16 تابعة للقوات الجوية الأميركية كانت تحلق فوق البحر الأحمر، وأخطأها. واختفت طائرة عسكرية أميركية مسيّرة من طراز إم كيو-9 ريبر فوق البحر الأحمر في اليوم نفسه الذي زعم فيه الحوثيون إسقاط إحداها. وهدد "الحوثيون" أيضا باستئناف الهجمات ضد إسرائيل إذا أوقفت تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. وصرح مسؤولون أميركيون بأن الضربات التي شُنت يوم السبت جاءت نتيجة سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض هذا الأسبوع بين ترامب وكبار مساعديه للأمن القومي، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس؛ ووزير الخارجية ماركو روبيو؛ ومايكل والتز، مستشار الرئيس للأمن القومي؛ ووزير الدفاع بيت هيغسيث.وقال مسؤولون أميركيون إن الضربات نفذتها طائرات مقاتلة من حاملة الطائرات هاري إس. ترومان، الموجودة الآن في شمال البحر الأحمر، بالإضافة إلى طائرات هجومية تابعة للقوات الجوية وطائرات بدون طيار مسلحة أطلقت من قواعد في المنطقة. (ترجمات)