أثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة بعد تهجير سكانه الفلسطينيين، موجة واسعة من ردود الفعل الغاضبة على المستويين الدولي والإقليمي، وسط تحذيرات من أنّ الخطة قد تشعل الفوضى وتؤدي إلى حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط. الرفض الفلسطينيفي رد قوي على تصريحات ترامب، شدد السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، على أنّ الفلسطينيين لن يغادروا غزة، قائلًا: "وطننا هو وطننا، وإذا دُمر جزء منه، فإنّ الشعب الفلسطيني اختار العودة إليه"، مضيفًا أنّ المجتمع الدولي يجب أن يحترم إرادة الفلسطينيين، رافضًا أيّ محاولات لفرض واقع جديد بالقوة.وأكد منصور أنّ الفلسطينيين يصرون على حقهم في البقاء في وطنهم، قائلًا: "إذا كان هناك من يريد إرسالنا إلى مكان آخر، فدعهم يعيدوننا إلى منازلنا الأصلية داخل إسرائيل. هناك أماكن جميلة، وسيكونون مسرورين بعودتنا إليها".من جهته، وصف القيادي في حركة "حماس" سامي أبو زهري خطة ترامب بأنها "طرد من أرضهم"، مؤكدًا أنّ الفلسطينيين لن يقبلوا بها بأيّ شكل.وقال في بيان رسمي: "نعتبرها وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة، لأنّ أهل غزة لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات".السعودية: موقف ثابت لا يتغير جددت وزارة الخارجية السعودية رفضها لأيّ مساس بحق الفلسطينيين في أرضهم، مؤكدة أنّ موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وراسخ.وجاء في بيانها الرسمي: "لقد أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأيّ حال من الأحوال".أستراليا: دعم لحل الدولتين ورفض لأي تغيير في رد مباشر على تصريحات ترامب، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، إنّ حكومته تؤيد حل الدولتين، مؤكدًا أنّ موقف أستراليا لم ولن يتغير. وأضاف في مؤتمر صحفي: "موقف أستراليا هذا الصباح هو نفسه ما كان في العام الماضي. الحكومة الأسترالية تؤيد حل الدولتين". انتقادات لاذعة من واشنطن: "فقد عقله تمامًا" داخليًا، قوبلت تصريحات ترامب بانتقادات حادة من سياسيين أميركيين، حيث وصف السناتور الديمقراطي كريس ميرفي عبر منصة "إكس" المقترح بأنه "جنون مطلق"، قائلًا: "لقد فقد عقله تمامًا. غزو الولايات المتحدة لغزة سيؤدي إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب في الشرق الأوسط تمتد لعقود. إنها مثل مزحة رديئة". أما جيك أوشينكلوس، عضو مجلس النواب الديمقراطي، فقد اعتبر أنّ خطة ترامب "متهورة وغير معقولة"، محذرًا من أنها قد تفشل المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. كما شكك في دوافع ترامب، قائلًا: "كما هو الحال دائمًا، عندما يقترح ترامب بندًا سياسيًا، فهناك صلة بالمحسوبية وخدمة الذات". وأضاف في إشارة إلى ترامب وصهره جاريد كوشنر: "يريدان تحويل غزة إلى منتجعات". الخبراء: الغزاويون لن يرحلوا بهذه السهولة علق جون ألترمان، رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، مشيرًا إلى أنّ الفلسطينيين في غزة ليسوا مجرد سكان عابرين، بل هم أحفاد لاجئون هُجّروا بالفعل من أراضيهم داخل إسرائيل. وقال: "ينحدر العديد من سكان غزة من فلسطينيين فروا من أجزاء من إسرائيل الحالية ولم يتمكنوا قط من العودة إلى ديارهم السابقة. وأنا أشك في أنّ الكثيرين منهم قد يكونون على استعداد لمغادرة غزة المحطمة".في ظل تصاعد الانتقادات من الدول العربية والغربية، والرفض الفلسطيني القاطع، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يستطيع ترامب ونتانياهو فرض رؤيتهما على غزة رغم المعارضة الدولية، أم أنّ إرادة الفلسطينيين والمجتمع الدولي ستمنع تنفيذ هذا المخطط؟(وكالات)