رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كثّف من جهوده الدبلوماسية مع أوروبا على أمل ملء الفراغ الذي خلفته أشهر من التردد الأميركي، حيث يستمر الجدل حول تقديم مساعدة عسكرية متجددة لأوكرانيا في واشنطن.وقالت الصحيفة إن الزعيم الأوكراني سارع إلى الإشادة بالمجموعة المؤلفة من الحزبين في مجلس الشيوخ الأميركي والتي وافقت على مساعدة بقيمة 60 مليار دولار لبلاده، في وقت يعاني فيه الجنود الأوكرانيون من نقص في الأسلحة والذخيرة.وكانت ردود الفعل عبر الطيف السياسي الأوكراني مماثلة، إذ سعت إلى التعبير عن الامتنان لأولئك الذين يقفون إلى جانب الحكومة في كييف، مع الحذر من عدم قول أي شيء يمكن أن يعرض مسار مشروع القانون الأميركي للخطر. ولا يزال يتعين على حزمة المساعدات أن تمر عبر الكونغرس الذي يقوده الجمهوريون، حيث قال رئيسه مايك جونسون إنه سيتجاهلها.توّجه أوكراني نحو أورباالأوكرانيون يدركون أن مشروع القانون سيواجه مقاومة شديدة من فصيل قوي من الجمهوريين، الذين شجعهم الرئيس السابق دونالد ترامب على رفضه، لذا فإن حكومة زيلينسكي تتجه بشكل متزايد نحو الأصدقاء الأقرب، الأوروبيين. وقال مسؤول أوكراني كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن انتصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا "سيكون كارثيا بالنسبة لأوروبا. قد يؤدي ذلك إلى توسيع عدوانه إلى دول أخرى في المنطقة. إن الأوروبيين يفهمون هذا، وهذا يحفزهم على التحرك على الرغم من الاضطرابات عبر المحيط الأطلسي".ومن المرجح أن يدفع السيد زيلينسكي للحصول على مزيد من المساعدة العسكرية خلال زياراته إلى برلين وباريس وربما لندن كجزء من جولة سريعة هذا الأسبوع بالتزامن مع مؤتمر ميونيخ الأمني، وهو تجمع سنوي للقادة يركز على الأمن الدولي، حسبما ذكر المسؤول الأوكراني.قدرة الصناعات العسكرية الروسية فاجأت المحللينحتى الآن، فشل الروس في تحقيق اختراق كبير عبر الخطوط الأوكرانية، لكن كبار المسؤولين الغربيين حذروا من أنه من دون المساعدة الأميركية، قد يصبح من المستحيل على كييف الصمود في وجه الهجوم، وقد تبدأ أوكرانيا في خسارة الحرب ببطء.تستمر الخسائر الروسية في التصاعد، فقد دمر ما لا يقل عن 8800 مركبة قتالية مدرعة منذ بداية الحرب قبل عامين، لكن موسكو تمكّنت "من الحفاظ على استقرار مخزونها"، حسبما أفاد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. وهي مجموعة بحثية بريطانية تدرس المخزونات العسكرية على مستوى العالم. وقالت المجموعة: "لذلك، فإن تقييمنا هو أن روسيا ستكون قادرة على مواصلة هجومها على أوكرانيا بمعدلات الاستنزاف الحالية لمدة عامين أو 3 أعوام أخرى، وربما لفترة أطول". فاجأت قدرة المجمع الصناعي العسكري الروسي في مواجهة العقوبات الغربية الواسعة بعض المحللين وزادت المخاوف بين الدول الواقعة على طول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مع تحذير عدد متزايد من المسؤولين الغربيين من الحاجة إلى زيادة إنتاج الأسلحة بشكل عاجل بالنظر إلى التهديد الذي يشكله بوتين خارج نطاق أوكرانيا. قال المدير العام لوكالة المخابرات الإستونية كاوبو روزين، يوم الثلاثاء، قبل نشر التقييم الأمني السنوي للوكالة، إنه من غير المرجح إلى حد كبير أن تقوم روسيا بأي أعمال عسكرية موجهة ضد دولة متحالفة مع الناتو. لكنه حذر من أن "الروس يخططون لزيادة القوة العسكرية على طول حدود دول البلطيق، وكذلك الحدود الفنلندية، ومن المرجح جدا أن نشهد زيادة في القوات العسكرية، وربما تتضاعف تقريبا. سنشهد زيادة في ناقلات الجنود المسلحة والدبابات وأنظمة المدفعية خلال السنوات المقبلة".أمن أوروبا مرتبط بالحرب الأوكرانيةويقول أنصار أوكرانيا إن الاستثمار في الحرب ضد روسيا في أوكرانيا من شأنه أن ينقذ الأرواح في المستقبل، وهي حجة قدمها زيلينسكي نفسه قبل عامين في ميونيخ، عشية بدء الحرب.وبعد مرور عامين، أصبحت العشرات من البلدات والمدن الأوكرانية في حالة خراب. وقُتل أو جُرح عشرات الآلاف من المدنيين. ويواصل الجيشان القتال على الرغم من سقوط مئات الآلاف من الضحايا.من المرجح أن تكون رسالة أوكرانيا إلى حلفائها الأوروبيين هذا الأسبوع هي نفسها التي كانت عليها قبل الحرب مباشرة. وتأمل كييف أن تتبدد العديد من الأوهام بشأن نوايا روسيا، حيث أصبح الخطر الذي تشكله روسيا على القارة واضحاً.كما أمل زيلينسكي يوم الثلاثاء بعد تصويت مجلس الشيوخ في أن تستمر أميركا في لعب دورها الحيوي كترسانة للديمقراطية.وقال: " العالم ينتظر أن تظل القيادة الأميركية صامدة وتساعد في حماية الأرواح والحفاظ على الحرية".(ترجمات)