يفضلُ كبير مستشاري الرئيس الأميركيّ لشؤون الأمن والطاقة آموس هوكشتاين، الحلَ الديبلوماسيّ للأزمة اللبنانية- الإسرائيلية، ويعمل عليه ويؤمن وبقوة أنّ اللبنانيّين لا يريدون أن تتطور الأزمة الحالية نحو مزيد من الصراعات.محادثات هوكشتاين كانت جيدة مع الحكومة، فقد اعتبر من السراي أنّ البلاد في مرحلة ووقت صعب، يتطلبان العمل بسرعة، والبحث جارٍ في كيفية الوصول إلى حل دبلوماسيّ للأزمة على الحدود بين لبنان وإسرائيل . كذلك محادثات هوكشتاين مع الرئيس نبيه بري كانت أيضًا جيدة، فهو شدد على ضرورة العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكنًا التوصل إلى اتفاق حل نهائيّ في الوقت الراهن، داعيًا إلى العمل على حل وسط موقتًا، لعدم تطور الأمور نحو الأسوأ. وردًا على سؤال حول إذا ما كان يشعر أنّ هناك إرادة من الجهتين للوصول إلى حل؟ قال هوكشتاين: "لقد سمعتم ما قالته الحكومة الإسرائيلية بأنّ هناك نافذة ضيّقة، وأنهم يفضلون حلًا دبلوماسيًا، وأعتقد أنّ هذا هو الواقع، نحن نعيش الآن في أزمة، ونودّ أن نرى حلًا دبلوماسيًا، وأعتقد أنّ الجهتين تفضلان الحل الدبلوماسي، ومهمتنا ان نصل إلى حل دبلوماسي". وهذا ما قاله مستشار بري، مدير مركز الاستشراف للمعلومات عباس ضاهر، الذي اعتبر في حديث خاص مع منصة وقناة "المشهد"، أنّ مجرد تحرك الأميركيّين على خط تهدئة الأمور، هذا أمر إيجابيّ خصوصًا أنّ تجربة هوكشتاين مع لبنان هي تجارب إيجابية، وهو لم يوقف تواصله مع لبنان.الأمور تحتاج إلى أكثر من جولة ولفت ضاهر إلى أنّ الإشكالية الحقيقية اليوم، هي: "هل ستتوقف حرب غزة وتُستكمل المشاورات حول التسوية الحدودية، أم إنّ الأميركيّين يريدون أن تمضي هذه التسوية إلى الأمام بمعزل عن حرب غزة ونتائجِها؟".وأضاف: "هوكشتاين قدّم اليوم أطروحات من شأنها إزالة العواقب، إلا أنّ الأمور لم تنتهِ، وقد تحتاج إلى أكثر من جولة. فلننتظر الموقف اللبنانيّ الموحّد، كل هذا البحث متشعّب ومعقّد بعض الشيء، ولكن هناك نيّة للوصول إلى حل". وعن الطروحات التي حملها هوكشتاين الذي انتشرت له صورة وهو يهمس في أذن مستشار الرئيس بري خلال مغادرته عين التينة، دعا ضاهر إلى عدم استباق الأمور، موضحًا أنّ الأطروحات سرية للوصول إلى نتيجة، والجانب اللبناني لم يفصح عنها وكذلك الأميركي، وهي لها علاقة بالمناطق الشائكة. وتابع ضاهر: "إسرائيل كانت رافضة لموضوع مزارع شبعا والاكتفاء بالنقاط العالقة، كذلك في نقطة أساسية تتعلق بموضوع الناقورة، وإسرائيل رافضة للبحث فيها وكذلك الإسرائيلي، ومن ضمن الأطروحات كان رافضًا للبتّ بموضوع الجنوب اللبنانيّ بالتوازي مع وقف حرب غزة، وهو كان يريد الفصل، وكان لديه شرط أساسيّ وهو إبعاد سلاح حزب الله عن جنوب الليطاني". ورأى ضاهر أنّ الموقف الأميركيّ جدّي أكثر من غيره، مؤكدًا أنّ الأمور لم تقارَب من الناحية السياسية.ووسط قلق متزايد من اتّساع نطاق التصعيد، يزور بيروت في الفترة الأخيرة مسؤولون غربيون يحضّون على ضبط النفس، وتجنّب حصول تصعيد إضافيّ بين إسرائيل ولبنان، والدفع باتجاه إيجاد حلول قد تشمل تسوية الخلاف الحدوديّ البرّي بينهما.وخلال زيارة الأسبوع الماضي لبيروت، شدّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبيّ جوزيب بوريل، الذي التقى ممثلين لـ"حزب الله، على ضرورة تجنّب "جرّ" لبنان إلى نزاع إقليمي.حزب الله سيكون "متجاوبًا"ويتفق الكاتب والصحفيّ جوني منيّر، مع هذا الرأي، مؤكدًا في حديث خاص عبر منصة وقناة "المشهد"، أنّ هوكشتاين لديه أفكار مرتكزة إلى الـ 1701، وترسيم الحدود البرية، مشيرًا إلى أنّ الجولة فيها عرض للأفكار. وكشف منيّر عن معلوماته لـ"المشهد"، عن أنّ "حزب الله سيكون متجاوبًا مع طروحات هوكشتاين، وهو منفتح على تسوية سياسية". وعن نشر قوات دولية ألمانية، قال منيّر: "المطروح اليوم تعزيز جبهة قوات الطوارئ الدولية في منطقة محددة جنوبًا تكون خالية من السلاح، وتقوم فيها قوات الطوارئ بدوريات ضمن حرية مطلقة بالتحرك، وطبعًا مع تعزيز انتشار عناصر الجيش اللبنانيّ بـ 5000 عنصر". وأشار منيّر إلى أنه لم يتمّ البتّ في الاتفاق بعد، ولكنْ هناك تفاوض بهذه الأفكار، وأضاف: "حزب الله يريد ويميل إلى إيجاد تسوية سياسية جنوبًا، وهو متجاوب مع أطروحات هوكشتاين".وكان الأمين العام لـ"حزب الله حسن نصرالله قد قال الجمعة، إنه "بعد طيّ هذه المرحلة ووقف العدوان على غزة... نحن أمام فرصة تاريخية الآن للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا اللبنانية".وقال وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت، إنّ إسرائيل "تفضّل المسار الدبلوماسيّ على المسار العسكريّ" لإعادة الهدوء إلى المناطق الحدودية.ومطلع الأسبوع الحالي، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال مقابلة تلفزيونية، "نحن نعمل على حل دبلوماسيّ ربما سيكون تطبيقه مرتبطًا بوقف العدوان على غزّة".وقال مصدر دبلوماسيّ أوروبيّ لوكالة فرانس برس، إنّ الحل الدبلوماسيّ يُفترض أن يشمل اتفاقًا لترسيم الحدود البرية، وانسحاب إسرائيل من مناطق حدودية يطالب بها لبنان.(المشهد)