قتل شخصان وجرح 6 آخرون، 3 منهم من عناصر الشرطة التركية، في هجوم مسلّح على محكمة "جاغلايان" العدلية في إسطنبول. وكشف وزير الداخلية التركي علي يرليكايا أن المهاجمين اللذين تم قتلهما في موقع الهجوم ينتميان إلى "جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري" المحظورة في تركيا والعديد من الدول الغربية. من هي جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري؟جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري واختصارها "DHKP-C" هي جماعة مسلّحة شيوعيّة، تشنّ هجمات في تركيا منذ ما يقرب من نصف قرن، بما في ذلك ضد الوجود الدبلوماسي والمصالح الخاصة بالدول الغربية في البلاد. تأسست المجموعة في عام 1978 باسم اليسار الثوري "Devrimci Sol"، وأعيد تشكيل المجموعة في عام 1994 تحت اسم DHKP-C بعد نزاع داخلي بين فصيلين أدّى إلى تفكك التنظيم الأصلي. تتبنّى الجماعة الأيديولوجية الماركسية اللينينية وتسعى إلى الإطاحة بالحكومة التركية وتخليص تركيا من التأثيرات الأجنبية "الإمبريالية"، مثل حلف شمال الأطلس "الناتو" والولايات المتحدة. وتتمتع الجماعة بحضور نشط في أوروبا، وخصوصا في المناطق التي تضم مجتمعات كبيرة من الشتات التركي. ويُتّهم حزب "اليسار الثوري" باغتيال العديد من المسؤولين الأتراك، بما في ذلك رئيس الوزراء الأسبق نهاد إريم في عام 1980. وفي السنوات اللاحقة، هاجمت الجماعة مسؤولين أمنيين وعسكريين أتراك. وفي عام 1990 بدأت بالتركيز على الأجانب في تركيا، وفي العامين التاليين اغتال أفراد من "اليسار الثوري" اثنين من الأميركيين، وأصاب ضابطاً ثالثاً في القوات الجوية الأميركية بصواريخ استهدفت قاعدة أميركية في البلاد، والقنصلية الأميركية في إسطنبول.نشاط الجماعة وزعمائهاتركز الجماعة عمليّاتها في تركيا، بالإضافة إلى نشاط تنظيمي ومالي في الدول الأوروبية، خصوصاً ألمانيا واليونان، كما أنها أظهرت نشاطاً في سوريا في عقود سابقة. واستخدمت الجماعة أدوات كنصب الكمائن، والاغتيالات، والتفجيرات، وعمليات الاختطاف، والتفجيرات الانتحارية، في عمليّاتها التي ركّزت بشكل خاص على منطقة غرب تركيا. كما ركّزت الجماعة هجماتها على قوات الأمن التركية، والأهداف الحكومية، وأحيانًا مقار ومصالح الدول الأجنبية في تركيا. استخدمت الجماعة في هجماتها الأسلحة الصغيرة والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة والعديد من الصواريخ المحمولة على الكتف.تصنّف أنقرة الجماعة كمنظّمة إرهابية وتقوم بحملات مداهمة واعتقال مستمرة بهدف القضاء عليها. كما صنّفت وزارة الخارجية الأميركية الجماعة كمنظمة إرهابية أجنبية في أكتوبر 1997، وتبعتها العديد من دول الاتحاد الأوروبي. وتوفي مؤسس الجماعة، دورسون كاراتاش، بمرض السرطان في عام 2008 بعد أن تم اعتقاله مرّتين من قبل فرنسا ووهولندا، ليخلفه موسى أوغلو، الذي تم اعتقاله من قبل الحكومة الألمانية في عام 2016، ليحكم عليه في عام 2019 بالسجن لمدة 7 سنوات. كما اعتقلت السلطات التركية زعيم الجماعة في البلاد غولتيكين ماتور في نوفمبر 2022.أبرز عمليّات الجماعة بتاريخ 1 فبراير 2013 فجّر انتحاري من الجماعة نفسه خارج السفارة الأميركية، مما أسفر عن مقتل أحد حراس السفارة الأميركية من الشرطة التركية. وفي 31 مارس 2015 احتجز اثنان من مقاتلي الجماعة المدّعي العام لمحكمة إسطنبول، حيث قاما بإعدامه بعد رفض السلطات التركية الامتثال لمطالب إطلاق سراح زملائهم. وفي 10 أغسطس 2015 فتح اثنان من مقاتلي الجماعة النار على القنصلية الأميركية في إسطنبول وتبادلا إطلاق النار من أسلحتهم الخفيفة مع شرطة حراسة القنصلية، مما أدى إلى مقتلهما. وفي 20 يناير 2017 أطلق أحد مقاتلي الجماعة قذيفة صاروخية على مبنى قيادة الشرطة في إسطنبول، دون وقوع إصابات. وبتاريخ 15 مايو 2019 ألقت قوات الأمن التركية القبض على اثنين من مقاتلي الجماعة بعد دخولهما البرلمان التركي بقنبلة مزيفة وأداة حادة ومحاولتهما احتجاز أحد الموظفين كرهينة.(المشهد)