على الرغم من التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي لديه خطة عملياتية محدثة لدخول رفح في جنوب قطاع غزة، أو على الأقل لتأمين الحدود بين مصر وغزة، المعروفة باسم ممر فيلادلفيا، لا يوجد في الوقت الحالي أي قرار على أرض الواقع للمضي قدمًا، وفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.في البداية، قرر الجيش الإسرائيلي تركيز غزوه الأولي على شمال غزة، ولم يترك رفح فحسب، بل أيضًا معظم خان يونس وبقية جنوب غزة.وكان الأمل أو المقامرة تتلخص في أن ترى قادة "حماس" الهيمنة والقوة والدمار في شمال غزة، فتدعو إلى عقد صفقة مواتية لإسرائيل لتجنب نفس المصير بالنسبة لخان يونس.كما أراد الجيش الإسرائيلي أن يمنح أكبر مساحة ممكنة للمدنيين الفلسطينيين في شمال غزة، البالغ عددهم 1.4 مليون نسمة، ليتمكنوا من الإخلاء إلى كامل منطقة جنوب غزة.وعندما خرقت "حماس" صفقة الأسرى في أوائل ديسمبر، قرر الجيش دخول خان يونس، ونقل معظم المدنيين الفلسطينيين في خان يونس إلى الجنوب. ومرة أخرى، احتاج المدنيون إلى مكان يذهبون إليه بعد أن قصفت الطائرات الإسرائيلية الأماكن التي نزحوا إليها.لكن السبب الإضافي لعدم رغبة الجيش الإسرائيلي في مهاجمة رفح هو أنها تقع على حدود مصر.وفي غياب الدعم المصري فإن احتمالات التوصل إلى صفقة أسرى تنخفض بشكل كبير، في حين تتزايد احتمالات تعثر إسرائيل في امتلاك وإدارة غزة ضد إرادتها بشكل كبير.ولا تريد مصر تجنب الاشتباكات الحدودية فحسب، بل تريد أيضًا منع احتمال تدفق آلاف الفلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.كل هذا يعني أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع القيام بعمل عسكري في رفح، أو السيطرة على ممر فيلادلفيا، دون مفاوضات متأنية للغاية مع القاهرة.شكوك حول وجود قادة "حماس" في رفحومع مرور الوقت، ومع عدم وجود أي إشارة للقبض على قيادة "حماس" في خان يونس بعد 7 أسابيع من المحاولة، هناك شكوك أكبر في أن بعض جوانب قيادة "حماس" يمكن أن تكون في رفح، وهو الأمر الذي كان دائماً مصدر قلق.وإذا كان هذا صحيحاً، فربما لم تكن إسرائيل قد بدأت حتى في ممارسة الضغوط المباشرة على قيادة "حماس" اللازمة للإطاحة بها والحصول على صفقة مواتية لإطلاق سراح الأسرى.وبعبارة أخرى، إذا كانت قيادة "حماس" لا تفكر في التوصل إلى اتفاق حتى يقترب الجيش الإسرائيلي بما يكفي منها، فإن كل القوة والضغوط ستُلقى على عاتقها لن تحقق خان يونس نقطة تحول حاسمة مثلما فعلت السيطرة على شمال غزة.هل ستتراجع "حماس"؟ مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الإسرائيلية يعتقدون الآن أنه بعد أن ارتفع عدد سكان رفح من حوالي 200 ألف إلى أكثر من مليون نسمة، فإن معاناة السكان وفقرهم سوف يضغط على "حماس" للانسحاب.ويعتقد العديد من المراقبين أن العكس هو الصحيح، بمعنى أن "حماس" تشعر بسعادة غامرة عندما يعيش سكانها في ضائقة يائسة، لأن هذا يكسب المزيد من التعاطف العالمي ويفرض المزيد من الضغوط على إسرائيل لحملها على إنهاء الحرب، وفقا لـ"جيروزاليم بوست".إذا أدركت إسرائيل أخيراً أنها بحاجة إلى التحرك في رفح، أو على الأقل تأمين ممر فيلادلفيا لمنع "حماس" من الهروب ووقف عملية التهريب وإعادة التسلح، فإنها ستحتاج إلى:إنهاء تأخيرها وتحديد السياسة التي ستتبعها في اليوم التالي، لأن مصر لن تتعاون دون رؤية مرضية طويلة المدى. معرفة كيفية التصرف دون قتل مدنيين فلسطينيين في ظل الوضع الأكثر ازدحامًا الذي واجهته غزة حتى الآن، مع وجود خيارات قليلة للإخلاء. أن تقرر ما ستفعله عندما تجد أياً من قادة "حماس" محاصراً بالأسرى.(ترجمات)