أبت سنة 2024 منذ اليوم الأول لها أن تكون كأخواتها السنوات الماضية، لا بل فضّلت أن تتميز بأحداث لم يشهد لها مثيل في السابق من حروب وسقوط وكوارث واغتيالات، جاءت كلّها بحلة جديدة وغير اعتيادية.فيديو العام 2024 ينايراستهلت سنة 2024 يومها الأول بزلزال في اليابان قلب حياة السكان من فرح وبهجة لكارثة شردت الآلاف وقتلت العشرات. وكُتب على اليابانيين أن يستقبلوا هذا العام بزلزال بقوة 7.6 درجات ضرب بعض المناطق الساحلية، رافقته أمواج تسونامي في الساحل الغربيّ جرفت بعض السيارات والمنازل إلى البحر.فبراير في أوائل فبراير وتحديدا في الخامس منه، أعلن قصر باكينغهام أن الملك تشارلز الثالث مصاب بمرض السرطان وقد بدأ العلاج فورا. هذا الخبر الذي صدم العالم، أثر أيضا على نمط حياة وريث العرش الأمير وليام الذي بات مضطرا للعودة إلى الحياة العامة ليحل محل والده بعدما كان قد انسحب قليلا للبقاء إلى جانب زوجته الأميرة كيت التي خضعت لعملية جراحية، قبل أن تعلن بعد حوالي الشهر إصابتها أيضا بالسرطان.مارس في 22 مارس 2024، خلّف إطلاق نار جماعي وانفجارات متعددة في قاعة كروكوس سيتي الموسيقية في كراسنوغورسك المدينة الروسية الواقعة على الطرف الغربي لموسكو، أكثر من 140 قتيلًا وعشرات الجرحى، ما نشر الذعر والخوف في العالم خصوصا بعدما أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن العملية.أبريلشنت إيران هجوما صاروخيا على إسرائيل ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق. وبعد وقت قصير من الهجوم أعلنت بعثة إيران في الأمم المتحدة أن العمل العسكري انتهى وأنه كان ردا على الهجوم الإسرائيلي على المقرات الدبلوماسية الإيرانية. وأضافت أنه "إذا ارتكبت إسرائيل خطأ آخر فردنا سيكون أكثر خطورة". وقال الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت عشرات المسيّرات باتجاه إسرائيل التي اعترضتها بالقبة الحديدية.مايوفي حادثة هزت تفاصيلها الرأي العام العالمي، قتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان في تحطم طائرة هليكوبتر كانا على متنها وهما عائدان من زيارة أذربيجان. يونيوللمرة الأولى منذ 24 عامًا، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيونغ يانغ يوم 19 يونيو، حيث التقى الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون. والتحالف بين روسيا وكوريا الشمالية اشتدت أواصره أكثر من أيّ وقت مضى منذ أن شنت روسيا هجومًا على أوكرانيا في فبراير 2022. وتصدرت الزيارة التاريخية عناوين الصحف العالمية لما حملته من اتفاقات وشراكات بدأت ترى النور في الأشهر المقبلة.يوليوفي حادثة شكلت نقطة تحول في المنطقة فيما يتعلق بالمواجهات بين إسرائيل من جهة وإيران وشركائها مثل "حماس" و"حزب الله" من جهة أخرى، أكدت حركة "حماس" اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية يوم 31 يوليو في طهران. وقالت في بيان إن إسماعيل هنية "قضى إثر غارة إسرائيلية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد".أغسطسسلّمت العاصمة الفرنسية باريس الراية الأولمبية رسميًا إلى مدينة لوس أنجلوس الأميركية التي تستضيف النسخة المقبلة من الألعاب الأولمبية بعد 4 أعوام. وجاءت مراسم التسليم بطريقة سينمائية، حيث شارك النجم السينمائي الأميركي توم كروز في حفل الختام على طريقة فيلم "المهمة المستحيلة"، حيث هبط وسط الرياضيين وتبادل التحية معهم قبل أن يتسلّم العلم من عمدة مدينة لوس أنجلوس في "ملعب فرنسا"، ثم يخرج على متن دراجة نارية، قبل أن يتم استعراض فيديو تسجيلي يوثق وصول العلم الأولمبي إلى حلقات تمثل الشعار الأولمبي على لوحة هوليود الشهيرة في كاليفورنيا. وما ميّز حفل ختام أولمبياد باريس أيضا، هو الترحيب الحار الذي حصل عليه الوفد الفلسطيني أثناء دخوله ستاد دو فرانس خلال الحفل الختامي.سبتمبر بداية تصعيد الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" عبر تفجير أجهزة "بايجر" بأيدي المئات من عناصر "حزب الله" حتى مقتل حسن نصر الله وأحداث كثيرة أخرى تلت ذلك وسهّلت على إسرائيل تعقب تحركات قادة الحزب وتنفيذ ضرباتها في الوقت الذي تراه مناسبا. وقصفت إسرائيل مرارا الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والجنوب ومناطق متفرقة في لبنان، وتمكنت من قتل زعيم "حزب الله" حسن نصر الله وقيادات أخرى في الحزب، وشنت أوسع العمليات العسكرية نطاقاً في القرن الحادي والعشرين.أكتوبر حققت إسرائيل خلال هذا الشهر أحد أهدافها المهمة المعلنة وهي قتل زعيم "حماس" في غزة يحيى السنوار. وبعد العثور على شخص يشبه إلى حد كبير السنوار، أكدت فحوصات الـDNA أن القتيل هو زعيم "حماس" في غزة. وبعد التأكيد، نشرت إسرائيل فيديو هزّ العالم ويصوّر لحظة استهداف السنوار الذي كان متواجدا في منزل مهجور وتصوّره عن قرب مسيّرة إسرائيلية.نوفمبر شهد هذا الشهر مفاجأة تجلت بانتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيسا مرة جديدة لأميركا. وتمكن ترامب من الفوز على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات انتظر نتائجها العالم بأسره. وكان تعرض ترامب في الأشهر التي سبقت الانتخابات لعمليتي اغتيال كادت واحدة منهما أن تقضي على حياته.ديسمبراختتمت سنة 2024 بأحداث كثيرة منها سياسية واجتماعية وحتى كوارث تمثلت بسقوط طائرة في الأيام الأخيرة من الشهر الأخير في السنة. لكن الحدث الأبرز الذي طبع ختام العام كان الإطاحة السريعة بالنظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد. ففي 8 ديسمبر أي بعد أيام على دخول المعارضة السورية محافظات عدة، غادر بشار الأسد القصر الجمهوري متوجها إلى روسيا، في خطوة فاجأت السوريين قبل أي أحد. وبات هذا اليوم التاريخي يمثل ذكرى سقوط الرئيس السوري بشار الأسد وبداية مرحلة جديدة في سوريا.(المشهد)