رغم استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة منذ 19 يناير 2025، لا تزال المساعدات الإنسانية القادمة عبر معبر رفح الحدودي غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان الذين يعانون كارثة إنسانية غير مسبوقة. وفي تصريحات صادمة، أكدت تيس إنغرام، المتحدثة باسم اليونيسف، أنّ المساعدات التي تدخل القطاع ليست سوى "قطرة في محيط" مقارنة بحجم الاحتياجات الفعلية. وطالبت برفع القيود المفروضة على دخول شاحنات الإغاثة، واستغلال وقف إطلاق النار لتوفير المستلزمات الغذائية والطبية العاجلة. كما شددت على أنّ الوضع الإنساني لا يزال خطيرا، خاصة بالنسبة للأطفال، الذين يعانون من نقص التغذية والمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى أوضاع نفسية كارثية. نزوح ضخم في أحدث التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، تم الكشف عن أنّ أكثر من 545 ألف فلسطيني عادوا من جنوب غزة إلى شمالها خلال الأسبوع الماضي، بينما انتقل أكثر من 36 ألف شخص من الشمال إلى الجنوب. ورغم تراجع الأسعار جزئيا، فإنها لا تزال أعلى بكثير من مستوياتها قبل النزاع، ما يجعل معظم العائلات غير قادرة على تأمين الغذاء والمستلزمات الأساسية. وتواجه الأسر أزمة حادة في السيولة النقدية، ما يزيد من تعقيد أوضاعهم المعيشية. للتعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة، أقامت الأمم المتحدة 3 مخيمات إيواء موقتة في بيت حانون، بيت لاهيا، وجباليا، تستوعب كل منها نحو 5000 نازح. ووفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي يتألف من 3 مراحل، تم الاتفاق على: إدخال المساعدات الإنسانية المستعجلة، بما في ذلك 200 ألف خيمة، 60 ألف كرفان، مواد لترميم المشافي ومحطات المياه، تشغيل المخابز، وإدخال الوقود والمعدات الثقيلة لإزالة الركام. تبادل الأسرى، حيث سيتم الإفراج عن 33 رهينة مقابل 1900 معتقل فلسطيني. بدء مفاوضات حول وقف إطلاق النار الدائم، بما في ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بالكامل، وفتح ملف الأسرى الفلسطينيين. عراقيل أمنية رغم الجهود المستمرة، تواجه قوافل المساعدات تهديدات أمنية خطيرة، حيث شهدت الأيام الماضية اشتباكات بين مسلحي حماس ومجموعات مسلحة حاولت نهب المساعدات، ما تسبب في توقف موقت لإمدادات الإغاثة، وفقًا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية. ومع استمرار المفاوضات حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي قد تشمل انسحابًا عسكريًا إسرائيليًا كاملًا، تبقى الأوضاع الإنسانية في غزة على المحك. (وكالات)