مُتسلحة بكل قدراتها العسكرية المدعومة بالتكنولوجيا الحديثة، تمكنت إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين من التغلب على "حزب الله"، بعد أن دمّرت أجهزة الاتصال ثم استهداف المواقع العسكرية وصولًا إلى اغتيال غالبية القيادات البارزة في الحزب.يبدو أننا نشهد تحولًا كبيرًا في ميزان القوى في الشرق الأوسط، لصالح إسرائيل وعلى حساب إيران، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز".ومنذ 7 أكتوبر، كان الخطاب الإيرانيّ صاخبًا ومتوّعدًا، ولكنّ طهران لم تفعل الكثير لحماية الميليشيات التي ساعدت في بنائها. وفي خطابه أمام الأمم المتحدة، أعطى الرئيس مسعود بيزشكيان الأولوية لرفع العقوبات - وهو هدف يتعارض تمامًا مع احتمالية التدخل لحماية "حزب الله".وقال نائب الرئيس الإيرانيّ للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف مؤخرًا، إنّ دعم الفلسطينيّين لا يعني الذهاب إلى الحرب نيابة عنهم. إنّ إيران تبدو مذعورة، وتفتقر إلى الإرادة والقدرة العسكرية اللازمة للرد، وغير مستعدة للمجازفة بعدم الاستقرار في الداخل.ولقد اشتمّت إسرائيل رائحة الضعف في طهران، وهي تؤكد الآن على تفوقها.كيف سيرد "حزب الله"؟كيف سيرد "حزب الله"؟ لا يزال "حزب الله" يمتلك الصواريخ الدقيقة التي يتفاخر بها والتي يمكنها أن تضرب المدن الإسرائيلية. وربما كانت إيران هي التي تمنع "حزب الله" من التقدم، حيث تم تزويده بهذه الصواريخ كرادع ضد أيّ ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية. ولا ندري ما إذا كانت إيران تمتلك مفتاحًا مزدوجًا لاستخدام هذه الصواريخ، ولكن إذا بدأت إسرائيل في تدمير ترسانة الصواريخ، فإنّ "حزب الله" قد يواجه لحظة "استخدمها أو خسرها"، وفق الصحيفة.ومن المرجح أن يؤدي وقوع قتلى على نطاق واسع بين المدنيّين الإسرائيليّين، إلى غزو بري من جانب إسرائيل، وهو ما قد ينتظره بعض أعضاء "حزب الله" ـ وهي فرصة لتسوية الحسابات في التضاريس المعادية التي يتعين على القوات الإسرائيلية أن تتقدم عبرها. في حين بدأت التوغلات عبر الحدود، ربما يفضل بنيامين نتانياهو تجنب الغزو الكامل بدلًا من زحف قواته إلى الضواحي الجنوبية لبيروت ووادي البقاع، حيث توجد على الأرجح أخطر صواريخ "حزب الله". ومن الممكن أن يتقدم بشكل أكثر محدودية نحو نهر الليطاني، ولكن هذا من شأنه أن يترك إسرائيل في وضع نصف داخل ونصف خارج، من دون استراتيجية للخروج.وهناك مسار بديل لـ "حزب الله" يتمثل في اللجوء إلى الإرهاب الدولي. فعندما تفقد الجماعات الإقليمية المنظمة جيدًا قيادتها، يمكن لكيان أكثر تطرفًا وعنفًا أن يحل محلها. وقالت الصحيفة إنّ قتل الزعماء السياسيّين المخضرمين مثل حسن نصر الله وإسماعيل هنية من "حماس"، هو مقامرة بالنسبة لإسرائيل ولكنها تبدو مستعدة لها.(ترجمات)